2011-10-30 • فتوى رقم 53295
السلام عليكم
هناك قطيعة بيني وبين أخي فأنا لا أتكلم معه لمدة 9 أشهر لأنه حدثت مشاكل كبيرة بيننا ففي يوم من الأيام جاء إلى غرفتي لكي يعمل اتصالا لحبيبه فقلت له: أنا الذي أدفع مصاريف الهاتف فقام وضربني برجله على يدي وأنا عملت عليها عملية جراحية في ذلك الوقت ولم يراع عمليتي الجراحية، فأنا لا أحب التكلم معه بتاتا وهو الآن على مشارف الخطبة وأنا قررت عدم الذهاب أبدا فأنا أسامحه بينه وبين ربي لكن لا أذهب، فما الحكم في ذلك؟ أعرف أن المسامح كريم لكن قررت الذهاب وهو مسامح المهم عدم التكلم لأني هكذا أحسن بالنسبة لي فهو يقول الكلام الفاحش وهو يصلي وأحيانا أجد عنده فيديو لا يمت إلى الديانة الإسلامية بصلة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري.
فتجب صلة الرحم ولو كانت القطيعة منهم أو بسببهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
كأنما تسفهم المل: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثم العظيم في قطعيته، وإدخالهم الأذى عليه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، أخرجه البخاري.
وعليكم أن تحسنوا إليهم كلما التقيتم بهم ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، ولو بالسلام عليهم
فعليك أن تكلمه، ولك أن تجعل علاقتك به رسمية في حدودها الدنيا تجنبا للمشاكل، وأسأل الله أن يصلح حالكما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.