2011-11-01 • فتوى رقم 53347
السلام عليكم
دكتور: أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة نحن 5 بنات وأبونا إنسان متدين ويصلي ويرقي الناس ويدفن الموتى ويغسلهم، ولديّ أخت هي تصرف على البيت ويفضلها علينا ويعطيها الحق ظالمة أو مظلومة وإذا قامت بشيء لا يسمح به الدين يتغاضى عنه وإذا غلطنا نحن نفس الغلطة نعاقب ليس بالضرب بل بالكلام الذي يجرح، ويعطيها الحق في معاقبتنا ولديها الحرية الكاملة وتذلنا أمام كل الأسرة حتى أزواجنا وتقول لهم: إذا أردتم شيئا اطلبوه مني لأن أبي لا يرفض لي شيئا، وهذا يؤثر فينا كثيرا أصبحت أبكي دائما وأنام 24 ساعة لكي لا أرى ما يفعله بنا، ما حكمه وهو يعاملها هكذا منذ الصغر ويقول لها أمامنا: أحبك وأنت ابنتي المفضلة حتى أصبت لا أتكلم معه ولا أعرف ماذا نفعل لأن الدين أوصى بالوالدين وهذا يرعبنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعدل بين الأولاد مطلوب في جميع الأحوال، فقد أخرج مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: اشهد أني قد نحلت النعمان كذا وكذا من مالي، فقال: (أكل بنيك قد نحلت مثل ما نحلت النعمان؟) قال: لا، قال:) فأشهد على هذا غيري)، ثم قال: (أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟) قال: بلى، قال: (فلا إذا).
لكن إن وقع من أحد الأبوين حيف ومحاباة لأحد الأولاد، فعلى الباقين أن يستمروا في برهم بوالديهم، ولا يكن ذلك سبب لعقوقهم، بل يوجهون نصيحهم لوالديهم بأدب ولطف وحكمة، وعليه فالحل أن تنصحوا أباكم بالحكمة وتعلموه بأن هذا التفضيل يزرع في قلوبكم الكراهية، ولا مانع من توكيل أهل العلم والدين لينصحوه بالرفق، وأسأل الله تعالى لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.