2011-11-03 • فتوى رقم 53393
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-هل الجهر في صلوات السنن فيه إثم؟
-في الصلاة الفردية الجهرية:
هل الجهر في الركعة الثالثة مثلا في صلاة العشاء أو إذا قرأت سرا الركعة الأولى منها فيه إثم؟ أي في الصلوات الجهرية لا أتقيد متى أقرأ سرا أو جهرا وأحيانا في الركعة نفسها أجهر وأسر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالجهر يكون في الركعتين الأوليين في صلاة المغرب والعشاء والفجر وفي صلاة الجمعة، والجهر في الصلوات الجهرية واجب على الإمام في صلاة الجماعة، فإذا أسر ولم يجهر ساهياً وجب عليه سجود السهو، والسر واجب عليه في الصلوات السرية، فإذا جهر سهواً وجب عليه سجود السهو، أما المنفرد فالجهر في الصلوات الجهرية في حقه سنة ليس واجباً، وعليه فإذا جهر المنفرد في الصلاة الجهرية كان ذلك أفضل له ما لم يضر أحداً من النائمين أو المرضى، وإذا أسر في الصلاة الجهرية لم يترتب عليه شيء من الإثم أو سجود السهو، ولكن يكون أجره أقل ممن جهر بصلاته هذه، فإذا جهر في الصلوات السرية سهواً وجب عليه سجود السهو، لأن السر في الصلوات السرية واجب على المنفرد.
ولا خلاف بين الفقهاء في سنّيّة الإسرار في صلوات النّهار فرضا أو نفلا، سوى صلاة الجمعة، ولا بأس بالجهر في السنن في صلوات الليل.
أمّا نوافل اللّيل فيرى المالكيّة سنّيّة الجهر فيها، وذهب الحنفيّة إلى أنّ المنفرد يخيّر بين الجهر والإخفاء، لأنّ النّوافل تبع للفرائض لكونها مكمّلات لها فيخيّر فيها المنفرد كما يخيّر في الفرائض، ويقول الحنبلية: إنّ المتنفّل ليلا يراعي المصلحة، فإن كان بحضرته أو قريباً منه من يتأذّى بجهره أسرّ، وإن كان من ينتفع بجهره جهر.
ولا إثم في الجهر بالسنن مطلقا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.