2011-11-04 • فتوى رقم 53419
أمي تنعتني بالعاهرة أمام أبي وأخي، أمي صعبة المزاج فهي دائما تغضب خاصة عندما أفتح معها موضوع الدراسة، أنا خريجة هندسة وعندي رغبة ملحة في إكمال دراسة عليا غير متوفرة في بلدتنا وعليه يتوجب علي السفر إلى بلدة مجاورة، ووجدت حرصا واهتماما من ناحية أبي ولكن أمي رفضت الفكرة واستطاعت ملء رأس أبي بالأفكار السيئة، كأنني سأتحول إلى عاهرة. هي التي تحكم أبي فليس لأبي كلمة بعد كلمتها فهي لم توافق يوما على قرار اتخذتُه فدراستي الجامعية كانت اختيارها هي، وكلما فتحنا الموضوع بدأت بصراخ والعويل والبكاء والدعاء علي ووصفي بالعاهرة أمام الجميع وأن الدراسة العليا ما هي إلا وسيلة للتحرر وممارسة الرذيلة مع الرجال مع العلم أني على قدر من الدين والخلق فأنا أحفظ القرآن ولا أفوت صلاة وأصوم الأيام العشر وأتصدق وأذكر الله ليل نهار وهذا على مرآ ومسمع الجميع بما فيهم أمي وأبي.
أنا البنت الثانية ولقد أخبرتني أمي أنها لم ترد يوما إنجاب بنت ثانية، لم أذكر يوما حضنتني أو قبلتني ولا حتى في الأعياد أو دعت لي ولكن أذكر جيدا يوم طردتني من المنزل وأذكر جيدا صراخها وعويلها. هي دائمة الصراخ والبكاء والتذمر
حاولت بشتى الطرق التقرب منها وتحويل صراخها إلى مناقشة هادفة ولكن لا جدوى
أنا خائفة من سخط الله علي فهي دائمة الدعاء علي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوتهم على أولادهم مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم.
لكن دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
ولا مانع من توكيل من يتقن نصحها بالحكمة واللين، مع الدعاء لها بالهداية، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.