2011-11-04 • فتوى رقم 53441
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الزوجة الأولى يحق لها أن تدعو على الزوج إذا تزوج بغيرها وإن كانت غير مقصرة في حقه؟ وهل يستجيب الله لها؟ أفكر كثير بهذا الأمر لو أن من الظلم أن يتزوج الزوج بمثنى وثلاث ورباع فإن الله يرتضيه فكيف حلله سبحانه وهو الذي حرم الظلم على نفسه؟ كما وكيف برسول الله وقد تزوج كثيرا من النساء أيعدّ هذا ظلما يستوجب الدعاء؟ وهل يستجيب الله؟
تزوج أخي بأخرى أرملة وزوجته الأولى تبكي ليل نهار وتدعو عليه أمامنا وأنا -مهما كان- أخته أتضايق من أجله فهو لم يفرط في حقها ويعطيها كامل حقوقها بل إن المبيت لها من أجل الأولاد، ولكن هي متصورة أنها إذا كانت موفرة له كل شيء فلا داعي للزواج، وعجبتُ أن ترضى بأن يعرف أخرى بالحرام ولكن إذا تزوج أصبحت مصيبة! يحللون الحرام ويحرمون الحلال! لا أعلم، أنا أحبها وأقف في صفها ولكني أكره أن تدعو على أخي أمام عيني، وقد لفتّ نظرها إلى هذا الأمر فتضايقت مني، أنا لم أقصد أن أؤذي مشاعرها ولكن هي ليست أغلى من زوجات النبي ﷺ ولا أحسن منهن فلقد رضين بالأمر الواقع وتعايشن، أعلم أنه صعب ولكن عليها الصبر إذا كانت تحبه وتريده والبقاء للمخلصة التي تحبه بصدق ستكمل معه للنهاية، ومن يعلم ربما يصبحوا إخوة وتكون تلك المرأة أحن عليها من أختها ولكنها تجد في نفسها إن قلت لها هذا. من فضلك يا شيخ قل لها كلمة ولكل من في موقفها فالرسول نهى عن الدعاء على الأنفس أو الأبناء، ربما الله يستجيب، ومن فضلك وضح لي وللجميع الزواج من أخرى أيعد ظلما للأولى فكيف حلله الله؟
وجزاك الله عنا خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فللزوج الزواج من زوجة ثانية إن كان قادراً على العدل بين الزوجات، وقادرا على الإنفاق عليهن جميعا، وله ذلك شرعاً ولو دون مبرر.
ولايعد ظلما للزوجة الأولى، ولا يمكن أن يحلل الله تعالى ما هو ظلم بل في الزواج من ثانية حلا لكثير من المشاكل الاجتماعية منها معالجة مشكلة العنوسة وغير ذلك، فعلى هذه الزوجة أن تصبر وتحتسب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.