2011-11-12 • فتوى رقم 53592
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سأحاول أن أختصر قدر المستطاع نظراً لانشغالكم الكبير, أنا متزوج وأب لستة أطفال بحمد الله، مستقر أسرياً واجتماعياً وقريب ومحب لأولادي وأم أولادي, أنا رجل أعاني من الوسواس القهري من الأمراض بالذات الإيدز والالتهاب الكبدي وجميع أمراض الدم! وهذا الوسواس يجعلني أعيش بهمّ وغم وأحمل الدنيا بأكملها على أكتافي وأهمل نفسي وبيتي وأعيش في ضنك لا يعلم به إلا الله وحده! وبالرغم من أني رجل أحاول أن لا أقصر بأمور ديني وأواظب على صلاة الجماعة إلا أنه في هذه الفترة التي أعاني بها من الوسواس أجد نفسي شارد الذهن حتى بالصلاة, حاولت العلاج عند طبيب نفسي وكانت النتائج جيدة وفيها تقدم لكنه تقدم بطيء! وهناك ملاحظة بسيطة وهو رغم كل هذا الخوف والجزع وربما الانهيار والبكاء في بعض الأحيان بل بأكثر الأحيان إلا أني رجل ملتزم ببيتي وأهلي وأنا أؤكد لكم أن الله لن يحاسبني عن الزنا يوم القيامة والحمد لله، ولم أمس امرأة غريبة والحمد لله ولكن الوسواس يأتي بأمور بسيطة وتافهة! مثلاً مرة من المرات سلمت على شخص أتى من بلد عربي وكان متعرقا! وهذا الشخص معروف أنه يذهب هناك للبحث عن الحرام! وبعدها بدأ الوسواس الرهيب! وأقول في نفسي مؤكد أن هذا الشخص مصاب بالإيدز وأنه انتقل لي بسبب العرق! تخيل! وبعدها دخلت في دوامة رهيبة لها أول وليس لها آخر! وأيضاً بحكم أني أعمل بمستشفى حملت أحد العينات وأوصلتها للمختبر وبعدها أيضا بدأ الوسواس وقلت لا بد أن هناك فيروسات بيدي من هذه العينات وربما هي الآن بجسمي! قصص كثيرة وغريبة وتافهة ولكنها تقتلني! ولا أرتاح إلا عندما أقوم بالتحاليل اللازمة وتظهر النتيجة! ويتكرر معي الموضوع, هذه قصتي وآسف على الإطالة والآن جاء دور سؤالي:
- عندما يزداد الهم والغم بسبب الوساوس فإني أقوم بأشياء غريبة وأرى أني عندما أعملها فإن الله سبحانه سيزيل عني هذا الهم الذي يقتلني كل يوم, بكل بساطة أصبحت أقول: (يا رب طلاق لن أفعل هذا الذنب) وبعد فترة أقول: طلاق لن أفعل هذا الذنب, أقول هذا الشيء وأنا آمل أن الله سيسهل أموري وكأن عندي شعورا من أن الابتعاد عن الذنوب وبالقوة وهي قوة الطلاق ستجعل الله سبحانه يخفف هذا الهم والغم! وكلما أرتاح من وسواس بعد القيام بالتحاليل اللازمة أهدأ لمدة غير معروفة حتى أقع بقصة جديدة تدخلني لنفس الدوامة! وأبدأ أطلق وأعلق الطلاق بأني لن أفعل هذا الذنب أو هذا الذنب! والآن أنا أصبحت وكأني بسجن وقفص بالكثير من المحرمات! وأصبح مستقبل زواجي وأسرتي رهين أي خطأ أقترفه! لا أدري ماذا أفعل وأنا أصحو كل يوم وأخاف أن أقع بهذا الذنب أو ذاك وتطلق زوجتي... هذا سؤالي وهذه معاناتي ولا أدري هل يقع الطلاق أو الطلقات التي ربطت بها مستقبلي بسبب هذا الوسواس الذي سيدمر حياتي! وكيف أستطيع تجنب هذه المحرمات.. أنا لا أسأل لكي أقوم بالمحرمات لا سمح الله ولكن لأني خائف من الوقوع فيها بيوم من الأيام فأنا بشر!
أتمنى إفادتي جزاكم الله خيراً
ملاحظة: عندما أعلق الطلاق بترك بعض الذنوب كنت فعلاً أقصد الطلاق وليس فقط الامتناع عن الذنب!
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أجبناك عن هذا السؤال في الفتوى رقم 53556 فانظرها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.