2011-11-13 • فتوى رقم 53613
أنا سيدة متزوجة منذ 15 سنة وأعمل بمهنة عملية وليس إدارية ورزقت بطفلتين الحمد لله بعد 9 أعوام من الزواج، المشكلة أن زوجي لا يتحمل أية مسئولية ولا يحب أن يشغل باله بأي أمر فهو إنسان روتيني يأكل ويشرب وينام وهو إلى الآن يعيش كما لو لم ينجب فلا يسأل عن بناته: هل أكلن؟ هل عندهن واجبات؟ هل المريضة منهم تعافت؟ هل التي عندها امتحان أدته؟... وهكذا كان وما زال حاله معي، لا يشغل باله بأي شيء أبدا، يقول الجميع عنه أنه طيب وأنا لا أنكر ذلك ولكنها ليست طيبة الحنان فكم تحملت أعباء وحدي ورجوته المساعدة فلم يبال، ولكنه طيب بسلبية أي إذا أخذ منه أي شخص شيئا فلا يمانع وكثيرا ما أضاع حقه وحق عياله. هو أيضا بحكم قلة راتبه لا ينفق على البيت إلا أقل القليل ومنذ البداية أنا لم أقف كثيرا عند هذه النقطة لأن راتبي يكفي بفضل الله حاجة البيت وأنا لا أبخل والله بشيء على بناتي وحتى عليه وأقول إذا كان معي فلماذا لما لا أنفق، ولكني علمت أنه يدعي دائما أنه ليس معه في حين أنه يدخر معظم راتبه في البنك حتى أصبح لديه حساب في البنك أعلى من حسابي مع أن راتبي يساوى تقريبا 5 أضعاف راتبه (نحن نعمل في بلد عربي) فأثر ذلك فيّ فكيف يبخل ويدع كل المسؤولية على عاتقي وهو معه وينكر! ألا يكفيه تحملي لكل المسؤولية المعنوية فأنا الأم وأنا الأب في كل الظروف. قل شأنه في نظري ولم أعد أحبه مثل الأول وأصبح اللقاء الحميمي مجرد واجب ثقيل. وفي نفس الوقت البنات يكبرن وتكبر المسؤوليات معهن وزوجي في واد آخر وهو شديد الإلحاح في أمر الجماع ويطلبه ليس فقط يوميا ولكن أكثر من مرة في اليوم وبطريقة مخجلة. ضقت به، لا تتخيلوا أني لم أناقشه في كل هذه الأمور من قبل لكن والله ضاقت بي الحيل فلم تنفع معه الحسنى ولم ينفع معه النقاش وجربت مرة أن أستعن بزوج صديقتي ليتدخل ويحاول إفهامه أن عليه مسؤولية وتبعات (ليس لزوجي صديق واحد) ولكن لم نصل إلى نتيجة. أرجو النصيحة فقد أصبحت أكره حياتي على هذه الوتيرة وأصبحت لا أطيق حتى نفسه ماذا أفعل
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولك أن توكلي أهل المكانة والرأي لينصحوه ويعظوه..، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
فإذا عجزت عن الصبر فلك طلب الطلاق بسبب الضرر أو الشقاق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.