2011-11-24 • فتوى رقم 53912
السلام عليكم
أريد أن أتزوج من فتاة اخترتها ووالديّ يرفضون لسببين أولهما أن أهلها أقل ماديا منا وثانيهما أن أمي تريد أن تختار هي لي، وقد علمت عن موقف حدث مع رسول الله (أن ذهب إليه أحدهم وقال له: يا رسول الله أتاني اثنان يريدون زواج بنتي أحدهم غني فقال رسول الله أعطها لمن تحبه وترضاه هي) أريد أن تفسح لي أمي المجال لأن أختار من ستكون سكنا لي وشريكة حياتي وأريدها أن تعلم أن الزواج لا يأتي بالإجبار حتى لا تكون ظلمتني
فكلما ذهبت إلى أمي بطلب الزواج من إحدى الفتيات ترفض لأسباب مختلفة مع العلم أن من الذين رفضتهم بعد مرور شهور عديدة أتتني وطلبت مني أن أتزوجها كما اخترت سابقا، وهذا ما يحيرني إذ أكون قد نسيت الأمر لانشغالي وأرفض أن أتزوج ( حدث هذا مرتين ) فحين أذهب لأمي تعتقد أني صغير لا أستطيع أن أختار فكيف ذلك والاختيار حق مشروع لي وإلا ما كان الله حلل الزواج في سني هذا!
أمي تريد أن تختار لي هي من تراه مناسبا بغض النظر عن رأيي وإن رفضت من تختار هي ( تقول لي أنت ستخسر وربنا لن يبارك لك لأنك لا تطيعني) وتقول ( لن يتزوج أحد عندي إلا باختياري واختياري هو الصحيح)
وأحاول جاهدا أن أعلم أمي أن الرأي لي ورأيها مشورة وليس العكس فأنا من أتزوج وأنا من سيعاشر، ولي أخ أصغر مني ذات مرة أعجبت أمي بفتاة وبمستوى أهلها فطالبت أخي بالموافقة عليها وشدت عليه الخناق ورفض لأنه أصغر منها سنا وشدوا الخناق ووقفت بجانبه حتى قالها لي أبي صراحة (الذي لن ينفذ ما نقوله يترك البيت ويمشي) وبالفعل تركت البيت لساعات وعدت بعدها.
أمي تريد البنت أن تكون مرتاحة ماديا جدا ( شرعا أنا الذي سأصرف عليها لا العكس ) وديننا علمنا أن لا نبالغ في الطلبات حتى لا تتفشى الرذيلة، أريد منكم -لأني سأعطي هذه الفتوى لأهلي- أن تخبروهم أن لي الحق في اختيار من سأعاشر وأن يفسحوا لي المجال في الاختيار
بانتظار رأيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فموافقة الزوج البالغ الرشد في اختيار الزوجة هو الأساس، والأهل ينصحونه ويشيرون عليه، وعليهم ألا يبالغوا في الطلبات المادية بل يساعدوه على اختيار صاحبة الدين والخلق، وعلى الشاب أيضا أن يراعي نصيحة أهله (إذا لم يكن فيها مخالفة للشرع)، وأن يتزوج ممن يوافق عليها هو وأهله جهد الاستطاعة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.