2011-11-28 • فتوى رقم 54016
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل: في الأسبوع قبل الماضي كنت أنا وزوجي وأخواتي في السيارة فإذا بنا يوقفنا شرطي مرور أخذ أوراق زوجي بحجة أنه مر على الخط الأبيض وسط الطريق، أخبره زوجي أنه لم يفعل لكن تبين بعد ذلك أن هذا الشرطي يوقف السيارات ظلما وعدوانا من أجل أخذ رشوة، طبعا زوجي لا يعطي رشوة وكان يصرخ في وجه الشرطي أنه لم يفعل ذلك لكن الشرطي لم يكترث لأمره المهم هي الرشوة، وحينما كان يتحدث زوجي إلى الشرطي وقف عم زوجي وذهب إليهما لكن زوجي غضب ورجع إلى السيارة ليهدأ قليلا ثم يرجع إلى الشرطي ليحاول معه مرة أخرى لكن الصدمة الكبرى هي أن عمه أخذ الأوراق من الشرطي وأرجعها إلى زوجي فقال له زوجي ماذا فعلت قال له أعطيته 100درهم وهو فخور بذلك ويشجع زوجي على الرشوة، ما كان من زوجي إلا أن سكت ليس لأنه راض لكن زوجي حين يصل إلى مرحلة غضب كبيرة فهو يلتزم الصمت فلم يكن راضيا عن فعل عمه لكن زوجي اضطر أن يعطي لعمه 100 درهم التي أعطاها للشرطي لأن عمه ضعيف الحال.
منذ ذلك الوقت وأنا أحمل هذا الهم: هل نحن ملعونين والعياذ بالله؟ مع العلم أنه لو لم يحضر هذا العم -هداه الله- لدفع زوجي غرامة للدولة، يقول لي زوجي: اللهم أن أعطيها للدولة أو أن أعطي رشوة لا يستحقها هذا الشرطي.
بشرني يا شيخي الفاضل الله يبشرك بدخول الجنة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس على زوجك أي إثم، ويجوز دفع المال للموظف إذا كان من باب استخراج الحق إذا لم يمكن استخراجه إلا به، ولا يجوز للآخذ أخذه، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) راوه الترمذي وغيره، وبخاصة إذا كان لا يمكن الوصول إلى الحق بدونها، ويجوز أيضاً دفعها للتخلص من ظلم لا يدفع إلا بها، ويحرم على الآخذ الأخذ أيضاً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.