2011-12-02 • فتوى رقم 54106
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنتابني منذ فترة وساوس في الاستهزاء بالدين والعياذ بالله تخوفني من كل كلمة أقولها أو أي فعل. وقد سألتكم قبل ذلك وأخبرتموني أني إذا شككت في شيء أن أرسل لكم. حدث بالأمس أني كنت أشاهد التلفاز والتقوا بإحدى المنقبات يتحدثون عن انتخابات مصر وسألوها عن رأيها فقالت: كل شيء تمام إلا أني اضطررت لكشف وجهي أمام رجل لتحقيق الشخصية فقمت بتغيير القناة. ثم جاءتني الوساوس تقول لي غيرت القناة استهزاء من السيدة أنها تغالي في كلامها مع أنها تدافع عن دينها وبذلك تكون استهزأت بالنقاب -والعياذ بالله- ولا أعلم لماذا غيرت القناة، قد يكون بسبب أني لا أستطيع رؤية مواقف محرجة أو بسبب أني رأيت الأخت تغالي فعلا ولكني لم أقصد الاستهزاء من النقاب كشعيرة من الإسلام، وإن كنت الآن وأنا أكتب إليك لم أعد أدري ماذا كانت نيتي، فما حكم ذلك فقد أتعبتني الوساوس؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فتلك وساوس لا تلتفت إليها، ولا تشغل بها فكرك.
والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وعلى المبتلى بذلك أن يكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وأوصيه بالدعاء في الثلث الأخير من الليل بأن يصرف الله عنه الوسوسة فهو وقت إجابة، وسوف أدعو معه الله تعالى أن يصرف ويخفف عنه ما هو فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.