2011-12-04 • فتوى رقم 54147
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب ملتزم والحمد لله ولكني ابتليت منذ فتره بالوسوسة في الكلام أنه استهزاء بالدين فأصبحت أخاف من كل كلمة أقولها ويتطور الأمر معي، فحدث أني منذ فترة طويلة كنت سمعت الشيخ محمد حسان ينتقد الداعية عمرو خالد بشدة على إثر مقولة لعمرو خالد أن النبي عليه الصلاة والسلام حاول أكثر من محاولة فاشلة، وكنت أرى أن الداعية عمرو خالد لم يوفق في اختيار اللفظ وهو فشل لأنه يجب الأدب مع النبي عليه الصلاة والسلام ولكني كنت أرى أنه لم يقصد إطلاق اللفظ والعياذ بالله ولكنه يتحدث عن تجربة معينة لم يكتب لها النجاح بأمر الله، ولكن بالأمس وأنا أشاهد على اليوتيوب رأيت فيديو للشيخ حسان يتحدث بشكل جيد عن عمرو خالد ويقول أنتظر منه أن يقول أنه أخطأ، ثم وجدت فيديو بعنوان: رد سماحة المفتي على من قالوا أن عمرو خالد يسب النبي، ومن العنوان أحسست أن سماحة المفتي سيقول أنه لا شيء في قول عمرو خالد والمتصل بالمفتي قال له هناك داعية يقول إن النبي عليه الصلاة والسلام حاول 26 محاولة فاشلة وهى محاولات إنسانية أو بشرية، وكنت متوقعا أو رغبت أن سماحة المفتي سيقول شيئا يدل على أن الكلام فيه صحة واعتقدت أنا مع اعتراضي على لفظ الفشل أن المحاولات لم يكتب لها النجاح بأمر الله وكنت أعتقد أن وصف محاولات النبي عليه الصلاة والسلام بأنها محاولات إنسانية لا شيء فيه لأنه بشر ولا يوجد لدي أي تنقيص في النبي عليه الصلاة والسلام ولكني والله أحبه وأتبعه وأنا ملتح وأحافظ على سنته عليه الصلاة والسلام، ما استطعت بأمر الله ولكن المفتي قال إنه لا يظن أن يقول عمرو خالد هذا الكلام وأن السائل قد خفي عليه شيء فأحسست بفداحة مصيبتي وأني اعتقدت شيئا غير صحيح وزادت علي الوساوس أني ما احترمت النبي عليه الصلاة والسلام وأني أقررت كلام عمر خالد كله والعياذ بالله وتشككني في نيتي وفي كل شيء فماذا ترون فيما حدث مني خاصة وأن كل ذلك في نفسي لم ينطق به لساني، فهل هذا مما حدثت به نفسي أم أني معاقب على ذلك؟ وهل يجوز وصف شيء فعله النبي عليه الصلاة والسلام أنه لم ينجح؟
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه وساوس لا تلتفت إليها، والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وعلى المبتلى بذلك أن يكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وأوصيه بالدعاء في الثلث الأخير من الليل بأن يصرف الله عنه الوسوسة فهو وقت إجابة، وسوف أدعو معه الله تعالى أن يصرف ويخفف عنه ما هو فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.