2011-12-06 • فتوى رقم 54187
السلام عليكم
هل يحاسب الزوج على أعمال الزوجة التي قام زوجها بنصحها لكنها تصر على معصية الله؟ ماذا على الزوج أن يفعل في هذه الحالة؟ وهل عليه شيء يوم القيامة؟
عندما يبلغ الأبناء هل يبقى الأب مسؤولا عنهم أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه مسلم.
فإنكار المنكر واجب، ولا يعفى أحدٌ من ذلك، فمن استطاع أن يغيره بيده دون إحداث فتنة وأَمِنَ من عواقب فعله وَجَبَ عليه ذلك؛ كالأب يُمزق ويكسر الأشياء المحرمة التي قد يجدها في منزله، وصاحب المعمل يمنع من سماع ومشاهدة المحرمات في متجره ومعمله...، ومَن لم يكن له سُلطة تمكنه من إزالة المنكر باليد والقوة؛ فإنه يُنكر بلسانه ويُذكر بالله تعالى ويُخوف من عقابه كعامة الناس مع بعضهم، ثم إن تعذَّر تغيير المنكر باليد دون إحداث فتنة، وتعذَّر الجهرُ والنصح باللسان بسبب ما أيضاً، فالإنكار بالقلب يكفي إن شاء الله تعالى ويرفع الإثم عندئذ، والإنكار بالقلب بأن تقول في نفسك: اللهم هذا منكر لا أرضاه.
ولا يسأل الأب عن معصية أولاده بعد أن يصبحوا كبارا إذا لم يقصر في تربيتهم، و إلا عد مشاركا لهم في الآثام.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.