2006-05-27 • فتوى رقم 5419
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا عن الإجابة عن السوال الماضي، سيدي السؤال:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن الصلاة في الحرم المكي بمائة ألف صلاة، فهل المقصود بالحرم كل مكة أم الحرم المكي المعروف بحدوده الحالية؟
وإن كانت الإجابة هي مكة بأكملها ألا يدفع ذلك الناس إلى الصلاة في بيوتهم وعدم الصلاة بالحرم المكي، أو الحرم المعروف للناس وليس كل مكة كما يفعل أهل مكة؛ حيث لا ترى إلا القليل منهم وهذا عجبا؟
نرجو الإجابة، وجزاكم الله عنا كل خير، وعن جميع المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اتّفق الفقهاء على أنّ صلاة في المسجد الحرام -وليس في مكة- تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، لما ورد فيها من أحاديث: منها قوله صلى الله عليه وسلم : «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلاّ المسجد الحرام» والمعنى أنّ الصّلاة فيه تفضل على مسجد الرّسول صلى الله عليه وسلم.
وذكر بعض الفقهاء أنّ حرم مكّة كالمسجد الحرام في المضاعفة المذكورة، بناء على أنّ المسجد الحرام في الخبر المراد به جميع الحرم، ويتأيّد بقوله تعالى: «والمسجد الحرام الّذي جعلناه للنّاس سواء العاكف فيه والبّاد» وقوله تعالى: «سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى»، وكان ذلك من بيت أمّ هانئ.
وقيل: المراد به مسجد الجماعة الّذي يحرم على الجنب الإقامة فيه.
وقد ذكر في رواية النّسائيّ في سننه من حديث ميمونة رضي الله تعالى عنها: «إلاّ المسجد الكعبة» ورواه مسلم عنها: «إلاّ مسجد الكعبة».
ورجّح المحبّ الطّبريّ أنّ المضاعفة تختصّ بمسجد الجماعة بالنّسبة إلى الصّلاة.
هذا وقد ورد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من حجّ من مكّة ماشيا حتّى يرجع إلى مكّة كتب اللّه له بكلّ خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم» فقال بعضهم لابن عبّاس: وما حسنات الحرم؟ قال: بكلّ حسنة مائة ألف حسنة، وهذا الحديث يدلّ على أنّ المراد بالمسجد الحرام في تضعيف الصّلاة الحرم جميعه، قال الزّركشيّ نقلا عن المحبّ الطّبريّ: نقول بموجبه إنّ حسنة الحرم مطلقا بمائة ألف لكنّ الصّلاة في مسجد الجماعة تزيد على ذلك.
ولهذا قال: بمائة صلاة في مسجدي ولم يقل حسنة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.