2011-12-18 • فتوى رقم 54379
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسألك الجواب القاطع في هذه المسالة حيث إنني محتارة حيرة شديدة ولا أدري في هذه المسألة وأخاف عصيان الله وأشعر بعدم البركة في مالي. السؤال متعلق بالربا:
أنا أضع مالي في البنك الأهلي المصري ويضعون فائدة على المال كل فترة، هل هذا ربا علما بأنه على حد علمي زيادة ثابتة؟
أرجو الإفادة من فضلك بجواب شاف قاطع، وإن كان هذا ربا صريح فانصحني بماذا أفعل وأضع مالي أين؟ فكرت في أن أضعه في بنك فيصل الإسلامي فهل هذا أفضل حل أم ماذا؟
وشكرا لك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان البنك ربويا فيحرم وضع المال فيه، وعليك نقله إلى بنك إسلامي في أسرع وقت، فالإيداع في البنوك الربوية للاستثمار وأخذ الفوائد محرم؛ لأنه ربا، والربا من أشد المحرمات شرعا، فهو من كبائر الذنوب، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]،
فعلى من اقترف هذا الذنب أولاً أن يبادر إلى سحب ماله من البنك الربوي وعدم استثماره بالربا، وأن يتخلص من هذه الفائدة الربوية بدفعها إلى الفقراء والمساكين لا طمعاً في الأجر والمثوبة؛ لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيباً، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقع فيه، وتخلصاً من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى، لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.