2006-05-27 • فتوى رقم 5439
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام علكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم عدم ترتيب قراءة القرآن الكريم في الصلاة؟
أتمنى أن يكون الدليل من القرآن أو السنة.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمذهب جمهور الفقهاء أنّ القرآن الكريم يستحبّ قراءة سُوَرِهِ مرتّبةً كما هي في المصحف الكريم، وكرهوا للقارئ في الصّلاة وخارج الصّلاة أن ينكّس السّور، كأن يقرأ «أَلَمْ نَشْرَحْ» ثمّ يقرأ «وَالضُّحَى» ، فقد سئل عبد اللّه بن مسعود - رضي الله عنه - عمّن يقرأ القرآن منكوساً. قال: ذلك منكوس القلب) رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق وغيرهم.
وقد نص الحنفية على أن المصلّي لو ترك ترتيب السّور لا يلزمه شيء مع كونه واجباً، لأنه ليس واجباً أصليّاً من واجبات الصلاة.
وصرح المالكية بحرمة تنكيس الآيات المتلاصقة في ركعة واحدة، وأنه يبطل الصلاة؛ لأنه ككلام أجنبيّ.
ونص الشافعية على أنه يجب أن يأتي بالفاتحة مرتبةً؛ فإذا بدأ بنصفها الثاني لم يعتد به مطلقاً سواء بدأ به عامداً أم ساهياً ويستأنف القراءة . هذا ما لم يغيّر المعنى . فإن غير المعنى بطلت صلاته .
كما صرح الحنابلة بحرمة تنكيس كلمات القرآن وتبطل الصلاة به، قالوا: لأنه يصير بإخلال نظمه كلاماً أجنبيّاً يبطل الصلاة عمده وسهوه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.