2006-05-29 • فتوى رقم 5448
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ: تحية طيبة، وبعد:
فسؤالى عن العمرة: ما الفرق الأساسى بينها وبين الحج من حيث المناسك والثواب عند الله، فأنا أعرف أن الحج يغفر الذنوب للمسلم، ويصبح بعدها كما ولدته أمه، فهل ينال نفس الجزاء بالعمرة؟
وما معنى الحج المبرور، وهل إذا كان الحج غير مبرور لأى سبب من الأسباب لا تغتفر معه الذنوب كاملة؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ورد في فضل الحج والعمرة أحاديث كثيرة منها :
ما رواه عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: {تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذّهب والفضّة، وليس للحجّة المبرورة ثواب إلاّ الجنّة}.
وما رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال : « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» رواه البخاري.
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال : « الحجّاج والعمّار وفد اللّه ، إن دعوه أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم » رواه ابن ماجه.
وأركان الحجّ: فيما اتّجه إليه جمهور الفقهاء أربعة: الإحرام، والوقوف بعرفة، والطّواف وهو طواف الزّيارة، والسّعي.
وأركان الحجّ عند الحنفيّة ركنان: الوقوف بعرفة، وطواف الزّيارة، وعند الشّافعيّة ستّ: الأربع المذكورة عند الجمهور والحلق أو التّقصير، والتّرتيب بين معظم الأركان.
أما أركان العمرة: فذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ أركان العمرة ثلاثة هي : الإحرام والطّواف والسّعي ، وهو مذهب المالكيّة والحنابلة، وقال بركنيّتها الشّافعيّة، وزادوا ركناً رابعاً هو: الحلق . ومذهب الحنفيّة أنّ الإحرام شرط للعمرة، وركنها واحد هو: الطّواف ، وواجبها السعي.
والحج المبرور: أي المقبول، وقيل: المبرور الذي لا يخالطه شيء من الإثم، وقيل: الذي لا رياء فيه.
ثم إن رجع الحاج خيرا مما كان، عرف أن حجه مبرور.
والعمرة هي الحج الأصغر.
وكل من الحج والعمرة فرض على كل مسلم ومسلمة مستطيع لهما في العمر مرة، وقال البعض الحج فرض والعمرة سنة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.