2011-12-27 • فتوى رقم 54528
أنا بنت أبلغ من العمر 19 سنة تحجبت من جديد والتزام بالكامل مع جلباب وعرفت شابا وصرت أتردد عليه في مكان معين وكل يوم أتعلق فيه أكثر، وقد علمت أن له علاقات مع فتيات ومع ذلك كنت أذهب كل يوم حتى بدأ بإقناعي بالتنازل شيئا فشيئا حتى تمكن من لمسي ومن تقبيلي ومن رؤية جسدي بالكامل، وكل ما أفعل ذلك أرجع نادمة وأرجع لله وأتوب وأنقطع عنه فترة ثم أرجع وأذهب له مرة أخرى، وكل مرة كان يقنعني وأنا أعلم أن هذا خطأ كبير حتى تمكن من إدخال ذكره في دبري فهل هذا يعتبر زنا حقيقيا أم من مقدمات الزنا؟ وأنا نادمة فما الحل؟ وماذا أفعل للتوبة النصوح وعدم العودة إلى ما مضى؟
وأنا الحمد لله ملتزمة بالصلاة والتزمت بالزي الشرعي الكامل (حجاب وجلباب) ومع العلم أني تربيت على الدين وعلى الأخلاق لكن أريد حلا جذريا وقطعيا لهذا الموضوع لأني لم أعتد على ذلك وكل مرة أندم ولكن لا أعرف لماذا أرجع!!
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلتيه من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فسارعي إلى التوبة النصوح وابتعدي عن كل رجل أجنبي عنك وأطيلي الندم والاستغفار، واستري نفسك فلا تخبري بذلك أحدا أبدا، واطمئني بعد ذلك إلى غفران الله تعالى فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واستعيني بالصحبة الصالحة الطيبة، وبكثرة تلاوة كتاب الله، وسماع الدروس الدينية، والكتب المفيدة، وتضرعي إلى الله تعالى ليكرمك بالزوج الصالح، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.