2012-01-03 • فتوى رقم 54696
السلام عليكم
أنا طبيبة حدثت معي ثلاثة حوادث أثناء عملي
كنت أعمل بمستشفى كطبيبة امتياز وخبرتي كانت قليلة وقامت إدارة المستشفي بجعلنا مسؤولين عن الباطنية، تم إخباري بأنه يوجد مريض يجب أن أطببه فذهبت وقمت بتشخيص حالته حسب معرفتي ولم أستشر طبيبا آخر لكن المريض تحسن بعد العلاج ثم توفي، وبعد أن صرت طبيبة عمومية أحسست بالذنب بأنني لم أستشر طبيبا آخر ولم أدخل المريض للعناية المكثفة ولم أطلب له فحوصات كما يجب واعتمدت على تشخيصي، فهل أعتبر قد قتلته خطأ علما بأن الدواء الذي أعطيته للمريض في الغالب لا يؤدي إلى الموت؟ وكيف أتأكد من سبب وفاته؟ وهل ما حدث يعتبر قتل خطئ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا تأكدت أن الموت كان بسبب خطئك، وكان ذلك لا يحصل عادة من أمثالك، فهو قتل بالتسبب، وفيه الدية على عشيرتك وليس عليك، وعليك جزء منها بسيط كأي فرد من أفراد أسرتك أو عشيرتك، وتدفع الدية لورثة الميت إذا طالبوا بها، ومقدارها يساوي قيمة (4،25) كغ من الذهب الخالص، وعليك الكفارة عند بعض الفقهاء، وهي صيام شهرين متتابعين (من الأشهر الهجرية)، أو ستين يوما متتابعة مطلقاً، ويمكن أن تصوميها في الشتاء البارد الذي يقصر نهاره على قدر إمكانك، ولا بديل للصوم عند أكثر الفقهاء، وقال الشافعية بجواز دفع بدل يساوي إطعام ستين مسكينا عند العجز عن الصوم، وإطعام المسكين يساوي قيمة 25 كغ من القمح تدفع لستين فقيراً، وقال البعض لا كفارة عليك، أما إن لم تتأكدي من أن الموت كان بسببك، أو كان ذلك يحصل من أمثالك بحسب العادة، فلا دية عليك إن شاء الله ولا كفارة، لكن عليك أن تتوبي وتستغفري وتكوني حريصةً على تجنب الأخطاء في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.