2012-01-09 • فتوى رقم 54826
السلام عليكم
الوالدة أخذت براتبها قرضا من البنك الأهلي 36 ألف ريال وترجعه لهم أقساطا على خمس سنوات بزيادة 11 ألف يعني 47 ألف ريال. سؤالي: هل هذا حلال أم حرام ويعتبر من الربا؟ وأنا قرأت فتوى لابن منيع بجواز التعامل مع البنك الأهلي وأنه بنك إسلامي ولكني مازلت غير مقتنعة؟ وإن كان حراما ماذا نفعل لأننا تصرفنا في فلوس القرض؟
أفيدوني مشكورين
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن أخذت نقودا قرضا وهي ترد نقودا بزيادة فتلك هي الربا، فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
مع الإشارة إلى أن البنوك الإسلامية لا تقرض بالربا، ولعل العملية عملية تورق وليست قرضا، فإن كانت تورقا فالأمر يختلف.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.