2012-01-11 • فتوى رقم 54828
السلام وعليكم ورحمة الله
إذا أخذ أحد قرضا من بنك ربوي واشترى منزلا ويدفع للبنك من راتبه ثم نوى على التوبة وأراد أن يبيع المنزل كي يسدد قسط البنك وحصل على مبلغ كبير فماذا يفعل بباقي المبلغ هل يصدقه جميعا أم يحق له أن يأخذ قيمة الأقساط التي كان يدفعها للبنك الذي يعتبره (رأس ماله) ويدفع باقي المبلغ كصدقة أم فقط عليه أن يدفع قيمة الفائدة الربوية التي أخذها البنك منه ويحق له باقي المبلغ ويصرفه على نفسه وأهله؟ وما حكم الفقير الذي يأخذ من صدقة كفارة الرب ألا يكون هو أيضا يأكل من مال الربا؟ أرجو إفادتي في أقرب وقت.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيكفيه أن يتصدق ببعض المال، فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
والفقير يأخذها حلالا إن شاء الله لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.