2012-02-01 • فتوى رقم 55126
السلام عليكم
أنا أعمل بشركة وعند تعييني بها قمت بتقديم امتحان نظري وفي حال النجاح في هذا الامتحان يتم تأهيلك للمقابلة وبعد ذلك يتم جمع نتيجة المقابلة والامتحان لمعرفة من سيتعين، ولكن أنا غششت قليلا في الامتحان ويراودني الشك فيما إذا كان الراتب الذي أتقاضاه حلالا، فهل يجوز الاستمرار بالعمل والاحتفاظ بالمال المدخر منه والاستفادة من الخبرة المكتسبة؟
وأنا أريد توفير المال من راتب هذا العمل وأذهب إلى أوروبا لأكمل دراستي ولكن الشك يراودني بأن دراستي سيكون أصلها من مال حرام.
وأحيانا أيضا لما أفكر بالذهاب لعمل آخر مستفيدا من الخبرة المكتسبة يراودني الشك أيضا أن الذهاب لهذا العمل حرام وأنه يوجب علي أن أشق طريقي من جديد بعمل لا يمت لعملي بصلة أو أن أبحث عن عمل دون أن أقول إنني كنت أعمل أصلا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالغش محرم بكل أشكاله مهما كانت مبرراته، لإطلاق حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا) رواه مسلم في صحيحه، فتجب التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على الغش، ثم إذا ظننت أن هذا الغش هو الذي أوصلك إلى هذا العمل، ولولاه لما حصلت عليه، فلا يجوز لك ذلك العمل، ولا يحل لك أجره، لأنه ليس من حقك، وإن كنت تعلم أن الغش ليس هو الذي أوصلك إلى هذا العمل، فلا مانع من متابعة العمل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.