2006-05-31 • فتوى رقم 5515
علمنا من فتاوى العلماء الثقات حكم العمل بالبنوك, وبأنه حرام قطعا لأنه من باب التعاون على الإثم والعدوان, وقد توصلت إلى معرفة هذا الحكم بعد أن بدأت أطلب العلم الشرعي في وقت متأخر بعد أن تزوجت وخرجت من بيت أبي الذي يعمل في بنك ربوي, وقررت وقتها أن أفاتحه في الأمر لعله يترك العمل في هذا البنك, فجمعت أقوال العلماء وأدلة التحريم وصارحته بما علمت، فرفض في باديء الأمر وقاوم مقاومة عنيفة وأصر على أن عمله حلال استنادا إلى فتاوى مفتي مصر وشيخ الأزهر الحالي, ثم مالبث بعد طول نصح مني بالرفق واللين وبالحكمة وإلحاح طال عاما كاملا إلى أن أبدى بوادر الاقتناع , ثم وعدني بأنه سوف يبدأ في إجراءات المعاش المبكر بعد نهاية العام, فلما انقضى العام أعرض عن الخروج بحجة أنه سوف يخسر الكثير إذا لم يبلغ سن المعاش, علما بأنه قد قضى في هذا البنك ما يقرب من خمسة وثلاثون عاما كاملة, ولم يبق له سوى عام واحد أو عامين, فماذا أفعل أنا معه, وما حكم الأكل من طعامه حين أزور بيت العائلة علما بأن البيت بعيد ولا بد من إدراك أوقات الطعام أثناء زيارتي, وخاصة أنه هددني بقطعي وعدم دخول بيتي إذا لم آكل من طعامه, ثم ما حكم أموال المعاش (التأمينات الاجتماعية) التي سوف يقبضها بعد نهاية الخدمة, وهل يجوز لي أن أستعيض عما آكله في بيت أبي أنا وزوجتي وأولادي بمبلغ من المال أعطيه لأمي لتنفق منه على طعامهم استعاضة عن هذا الطعام الذي آكله؟
أرجو إفادتي، جزاكم الله خيرا عني وعن أسرتي وعن المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتنزه عن مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام أولى تنزها، وكذلك الأكل من ماله، ولكن لو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك، لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله.
وحاول أن تستمر في نصح والدك بالكلمة الطيبة، لكي يبتعد عن هذا العمل، ويبحث عن عملٍ آخر يرضي الله تعالى، وأرجو أن توفق في ذلك.\وأما التأمينات فقد اختلف الفقهاء في حكم التأمين عامة ومنه هذا التأمين، وأرجو أن لا يكون به باس.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.