2012-02-13 • فتوى رقم 55423
السلام عليكم
أولا: أنا سأبدأ بتعريف نفسي، أنا طالب في الصف التاسع المتوسط عمري 14سنة.
أبدأ الموضوع: أنا مارست اللواط مرتين وكان عمري 11 سنة تقريبا وكنت جاهلا وما كنت أعرف الذي أفعله، المهم الحمد لله أن المكان الذي فعلت فيه اللواط سافرت منه بسبب عمل الأهل، وعندما سمعت أخي يتكلم عن عقاب اللواط مع زملائه لأنه كان يدرسه خفت جدا وندمت وعاهدت الله أني لن أرجع لهذا الفعل القذر، وبالفعل أنا أول ما رجعت لبلدي من 4 أشهر عرض علي أن أمارس اللواط وكان البيت فارغا لكني طبعا رفضت، والمشكلة أني أول ما تركت اللواط كنت بدأت العادة السرية وأصبحت مدمنا وكل ما أتركها أرجع لها.
سؤالي: هل أنا ملعون أم التوبة والجعل تسقط عني الوزر؟ وهل تقبل مني كفارة أي وزر آخر مثلا إفطار رمضان أو شيء هكذا؟ هل تقبل كفارتي أم لا بسبب اللعنة؟
وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة مفتوح، واللواط (ومقدماته) محرم بإجماع المسلمين، وهو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك ما على من مارس هذا الفعل الشنيع إلا أن يبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد في توبته.
وعليه أن الإكثار من الدعاء وأن يكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، ويعلن له عجزه وضعفه، ويطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما يعاني منه، مع عمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
ثم إن كان راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
وعليك أن تجاهد نفسك في ترك العادة السرية، وتكثر من الصوم (صوم كل اثنين وخميس مثلا) فذلك يعينك على نفسك، واشغل وقتك بكل مفيد، ولا تدع وقتا فارغا، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.