2012-02-20 • فتوى رقم 55587
أبي لا يهتم بي ويعتبر كما لو أنني غير موجودة في المنزل فهو لا يتكلف بإيصالي إلى المدرسة أو الساعات الإضافية مع العلم أنه يمتلك سيارة، ويخبئ علينا الأكل ويأكل أمام أعيننا ويحرمنا من وسائل الترفيه أو القيام بنزهات بدعوى التعب وعدم وجود المال كما أنني أجد المال في مكتبه مخبوءا، ويضرب أمي أمامي ويقول: هم ليسوا أولادي اهتمي بهم أنت، مما يجرحنا وينطق بكلام السوء كثيرا غير أنه يصلي ويصوم الدهر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولابد من نصح الأب بالكلمة الطيبة والقول الحسن، وليكن ذلك وقت الراحة والهدوء، وعلى انفراد، ولا مانع من توكيل من يتقن نصحه بالحسنى، ولابد من بره والإحسان إليه، ففضله (مع ما ذكرت) كبير، ولاشك أنه يتغير لو تغيرتم معه، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.