2012-02-20 • فتوى رقم 55597
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا: أود أن أشكركم على هذه البوابة التي مكنت العديد من المسلمين من الحصول على حلول لمشاكلهم وإجابات لاستفساراتهم في شتى المجالات، وأشكر جميع العلماء الساهرين على الإجابة عن التساؤلات، وأسأل الله العلي القدير أن يجعلكم ذخرا لهذه الأمة.
في الحقيقة أريد أن أستفسر عن عدة أشياء أصبحت أعاني منها منذ حوالي 3 سنوات.
لقد عانيت طيلة هذه المدة من عدة وساوس بدأت بوسواس الطهارة مرورا إلى وسواس الكفر (الشك في أمور غيبية) وصولا الآن إلى مشاكل أخرى لا أعلم صراحة إن كانت من الوساوس أم لا.
- أعاني من وسواس الكفر الذي سبق لأحد الإخوان أو الأخوات طرحه في موقعكم، فكلما نطقت بكلمة أو دخلت في نقاش مع أحد أصدقائي أو أقاربي فإنني أعتقد أنني قد قلت كلمة كفر فأظل أفكر في ما قلت لوقت طويل كي أطمئن أنه ليس كفرا، و يحدث معي أحيانا أن أتوقف عن كل عمل بسبب أنني أنفق الكثير من الوقت في التفكير في ما قلته لأقنع نفسي في الأخير أنني لم أقل كلمة كفر، و في الحقيقة ذلك يتعبني كثيرا وأصبحت أشرد طويلا.
- ما ذكرته أثر علي في الصلاة وتلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى، فمنذ بداية صيف سنة 2011 أصبحت عند العبادة أكرر النطق ظنا مني أنني لا أنطق الكلمات جيدا، وبالتالي أنا حرفت القرآن الكريم والذكر والعياذ بالله وقد أستغرق ساعة كاملة أحيانا في الوضوء والصلاة بسبب ذلك التكرار.
- بحكم ما يعرفه المجتمع الذي نعيش فيه فإن هناك انتشارا للمنكر من أغان وعري في الشوارع وغيرها، أحيانا أكون جالسا أذاكر أو أكون ماشيا في الشارع وأرى منكرا أغمض عيني وقد أقوم من المكان فأستغفر الله تعالى وأنطق الشهادتين وأجدد الإيمان، ومع ما أعانيه من النطق فالأمر يكون صعبا للغاية، حتى قبل الأكل مثلا يجب علي أن أقول أذكار الأكل وذلك يستلزم مني أن أبتعد عن الأماكن التي توجد فيها رائحة كريهة وأبتعد عن الحمام وعن الأحذية وأغمض عيني وأذني حتى لا أسمي الله وأنا أسمع ضوضاء أو أي صوت، وقد أصبح العديد من الناس من أقاربي وأصدقائي يلاحظ ذلك مني خصوصا أثناء تحريك شفتي بالذكر و تكرار ذلك حتى أصبح البعض يسألني عما أقوله.
- بعد بداية معاناتي من وسواس الكفر أصبح لزاما علي أن أنطق بالبسملة قبل كل عمل كالجلوس والقيام وأخذ شيء أو وضعه وغيرها من الأعمال بسيطة كانت أو كبيرة، حينها يتدخل وسواس النطق فأضطر حين وجود أحد معي إلى الاختلاء حتى قول البسملة ثم أعود للقيام بالعمل، أما إذا لم يكن أحد بقربي فأنا أنطقها جهرا ولعدة مرات.
- أنا طالب في الجامعة، وأحيانا حين المذاكرة قد تلتقط أذني صوت موسيقى أو صوت امرأة أو غير ذلك فأضطر إلى إقفال أذني والاستغفار حتى ذهاب صوت الموسيقى، وأحيانا قد تطول المدة فلا أذاكر شيئا في النهاية، نفس الأمر حين تغيير المكان بالخروج من المنزل والذهاب إلى المقهى أو قاعة المطالعة بالكلية (صوت موسيقى، عري بالكلية ...).
- أثناء المراجعة أيضا يحدث أحيانا أن أحل تمرينا أو أفهم فقرة فيتوجب علي حينها أن أحمد الله تعالى بصيغة معينة، ويحضر وسواس النطق وقد أثر ذلك على تحصيلي الدراسي وعلى العلامات التي أحصلها وأنا أفكر الآن في التوقف عن الدراسة حتى العام المقبل إن شاء الله تعالى حتى أحل هذه المشاكل. فهل ما أفعل صحيح أم يجوز لي أن أحمد الله تعالى مرة واحدة عند إتمام المذاكرة وأن أتفرغ للمذاكرة خلال وقتها؟
- لقد أصبح ذلك يجعلني بعيدا عن أسرتي فأنا لا أجلس معهم كثيرا بسبب تشغيلهم للتلفاز وما فيه من أغان ومسلسلات ومنكرات، ويحدث أحيانا أن أمسك بجهاز التحكم وأغير القناة إلى قناة إسلامية.
- أصبحت إذا ارتكبت ذنبا أظن أنني قد اعتبرته شيئا جائزا فأظل أفكر في الأمر مثلما ذكرت ذلك سالفا.
- لقد جعلني كل ذلك أعيش حياة كئيبة وأنا والله العظيم أريد أن ألتزم كما كنت قبل بداية ذلك وأكون من عباد الله الصالحين إن شاء الله تعالى، فقد أصبحت ما إن ألتزم ليوم أو يومين حتى أقع في انتكاسة بسبب ما أعانيه.
دلوني على حل لما أعانيه جزاكم الله خيرا فأنا أنتظر بفارغ الصبر ولكم الشكر الجزيل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فجاهد نفسك في التخلص من هذه الوساوس، ولا تركن إليها، ولا تفكر فيها، ولا تطاوعها، والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وعلى المبتلى بذلك أن يكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وأوصيه بالدعاء في الثلث الأخير من الليل بأن يصرف الله عنه الوسوسة فهو وقت إجابة، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.