2012-02-28 • فتوى رقم 55790
السلام عليكم و رحمد الله و بركاته
فضيلة الشيخ المحترم أريد أن أتقدم إلى فضيلتكم بسؤالي هذا و أرجو أن تفيدوني و جزاكم الله كل خير.
السؤال:
أنا شخص سعيت جاهدا للحصول على وظيفة و لكن لم يساعفني الحظ و قد تبين لي مشروع أريد القيام به لكن عن طريق قرض مصغر ممنوح من طرف الدولة على اساس أن أرده بالتقسيط لكن ما يشغلني أنه يرد بفائدة هي عبارة عن فائدة رمزية لكني متردد و لا أعرف حكم الشرع في ذلك.
أرجو من فضيلتكم توجيهي إلى ما يحكم به الشرع و الدين و جزاكم الله عنا كل خير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا هو الربا المحرم والمنهي عنه، ولا يجوز أخذ قرض بفائدة، قليلة أم كثيرة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا عند خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه، فعليك أن تفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفق لذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.