2012-03-08 • فتوى رقم 55982
السلام عليكم
أنا في حيرة من أمري لا أدري ماذا أفعل؟ سأحكي حكايتي من البداية
أنا شاب عزب أعيش في بيت كبير ويعيش معنا أخي وزوجته، أخي يعاملها بقسوة دائما ضرب وإهانة وغيره، هي كانت تصعب علي وهي جميلة، منذ فترة وبدون أن أشعر وضعت يدي عليها ومن وقتها أخذت أفعل هذا أضع يدي على ذراعها وهي أحيانا تسكت وأحيانا ترمي يدي وأشعر أنها لا تريدني أن أفعل ذلك واستمرت الحياة على هذا لفترة طويلة وذات يوم قررت هي أن تواجهني وأن تتكلم معي لتقول لي أن ما أفعله خطأ وأننا محرمان وتبعدني عنها وتنهي هذا الموضوع تماما
فلما حاولت أن تتحدث معي كنت لا أرضى أن نتكلم وهي قالت كلمني بصراحة عشان ننهي الموضوع، المهم: تكلمنا وكل منا قال عما بداخله أنا قلت لها إنني فعلا أتعمد أن أضع يدي عليك وأنا أريد ذلك. هي قالت أنت في كل مرة كنت تفعل ذلك كنت لا أتحمل وأهرب منك وأكلم زوجي وأخبره بأني معدة اليوم لكي أقضي معه ليلة بالرغم من أنها كانت لا تحب هذا الموضوع معه لأنه لا يجعلها تشعر بنفسها ويعاملها في هذا الموضوع بوحشية رغم ذلك كانت ترفض التجاوب معي وتهرب إليه وهو لا يهتم بها ولا يراعي أحاسيسها ممكن يكون معها ويبصق على وجهها أو يسبها
المهم: تكلمنا وقالت نحن محترمون على بعض وهذا لا ينفع وهذا الأمر نتركه بيننا ولو كان لنا نصيب في بعض ربنا سيجمعنا في الحلال، أنا في الحقيقة لم أكن أرى مثلها في الكون
وذات مرة كنا بمفردنا أنا وهي فقط فحاولت أن أحضنها وأقبلها فرفضت وأخذت تبعدني عنها بشدة محاولة بكل جدها حتى أفلتت مني وبعد ذلك اعتذرت لها وأحسست أني أخطأت في حقها وقبلت اعتذاري بصعوبة، لكن بالطبع نحن نعيش مع بعض هي عليها ضغوط زوجها الذي يقسو عليها وأنوثتها التي لا تشعر بها مع زوجها، وكذلك أنا الذي لا أرى مثلها ومصر عليها هي، بعدها بدأنا نشعر ببعض ونتبادل مشاعرنا إلى أن وقعنا في الفاحشة وبعدها ندمنا ندما شديدا وبعدها رجعنا مرة أخرى إلى ذلك ثم نندم وبعد فترة نرجع، نحن كنا نتمنى أن ما يحدث يحدث ونحن في الحلال فنحن لم نكن هواة معصية وفى نفس الوقت لم نكن نحتمل الفراق، وأخذ هذا الموضوع يحدث كل فترة ونحن نطلب من الله أن يجمعنا في الحلال، أنا في المراحل الأخيرة من التعليم العالي ونتمنى بعد انتهائي أن يجمعنا الله في الحلال حتى أتمكن من أن أصرف عليها وأوفر لها مسكنا لأني في حالة الزواج بها بعد طلاقها من أخي سوف أخسر أهلي مع أن سبب الطلاق هو مشاكل بين أخي وزوجته، فأنا الآن في حيرة لا أعرف ماذا أفعل نحن نستطيع البعد عن بعض كذلك ما نفعله حرام، وأريد أن أعرف رأيكم الفاضل في طلاقها ثم زواجي منها بعد ذلك مع العلم أنها مع أطفال، أريد مخرجا
وأرجو عدم نشر هذا الكلام على صفحتكم ولكم جزيل الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، والخبائث الشديدة الحرمة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، والله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن تبتعد عن هذه الفتاة نهائيا، وعن كل امرأة لا تحل لك، وعليك أن تبحث عن سكنٍ بعيد عنها، وتتجنب الخلوة بها، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لكم بالتثبيت على التوبة.
ثم إن حصل طلاق دون تدبير منك ولا منها، ولا تخطيط لذلك فلك الزواج منها بعد انتهاء عدتها، وأسأل الله تعالى أن يبدلك خيرا منها، وأن يصلح حالها مع زوجها إنه سميع مجيب.
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.