2012-03-10 • فتوى رقم 56007
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه إلى فضيلتكم بسؤالي هذا وأرجو أن ترشدوني كيف أقابل تهكم أهلي وخاصة أمي على لباسي الشرعي ورفضها أن أرتديه بالرغم من أني فقط ألبس الحجاب الشرعي دون نقاب إضافة إلى الكثير من الكلام الساخر الذي أسمعه وأخواتي من المحجبات (حجابا شرعيا) من بعض الناس في الشارع، كما أن كثيرا من الناس ينعتوننا بالنفاق وبأننا نلبس هذا اللباس فقط للتغطية على عيوبنا وبأن الإيمان الحقيقي في القلب فقط، إضافة إلى بعض الكلام الذي يغيظ كثيرا والذي يشككك في أخلاق المحجبات.
وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الإيمان في القلب ولكن إذا استقر الإيمان في القلب فينبغي أن تظهر آثار هذا الإيمان وثمراته على ظاهر الإنسان متمثلة بالتزامه بأوامر الله سبحانه ومنها الحجاب.
وإن الحكمة من الحجاب هي ما ذكره الله في كتابه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ﴾ (الأحزاب:59) فالحكمة هي أن تستر المرأة مفاتن جسدها عن الناظرين إليها من الرجال لئلا يكون بروزُ شيء من ذلك سببا لإيذاء المرأة أو التحرش بها، وليست الحكمة ما يتوهمه بعض الناس أن الحجاب لتربية المرأة وإعفافها فيقولون مادامت المرأة قد ربيت على الأخلاق الفاضلة فلن يبعدها عن الفضيلة شكل الثوب الذي ترتديه.
أما التشكيك في أخلاق المحجبات فربما كان سببه وجود بعض من النساء يمارسن سلوكات منحرفة ويتسترن وراء الحجاب، ولكن هذا لا يستوجب ازدراء الحشمة ومقاومة الحجاب الشرعي، بل إن السفور والتبرج أولى بالمقاومة والازدراء لأن نسبة المنحرفات في المتبرجات أضعاف نسبتهن في المتحجبات، فلماذا يحارب الحجاب وحده ولا يحارب التبرج!
فاثبتي على طاعة الله ولا تلتفتي إلى الناس فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.