2012-03-12 • فتوى رقم 56089
السلام عليكم
أنا طالب جامعي في الاقتصاد والمالية، لدي بعض الأسئلة أرجو منكم الإجابة:
1- أنا أود دراسة الاقتصاد الإسلامي ولكن في فرنسا لا يوجد هذا التخصص لذا أود دراسته في بريطانيا لكن تكاليف التعليم مرتفعة ولا يمكنني الحصول على المبلغ كاملا، فهل يمكنني الاقتراض من البنك والبنوك ربوية؟
2- سؤالي الثاني هو بخصوص العمل فإن لم أوفق في دراسة الاقتصاد الإسلامي أو في حالة ما لم يتم فتح بنوك إسلامية في فرنسا أود العمل في مجال المراجعة وتدقيق الحسابات، ولكن في مجال المحاسبة المالية سأقوم بمراجعة ودراسة ملفات الشركات ويجب مراقبة كل حساباتها بالتدقيق، وبما أنه في فرنسا معظم الشركات لها قروض بنكية بفوائد فهل يمكنني العمل في هذا المجال لأنني سأقوم بمراقبة الحالة المالية للشركة وسوف أقوم بحسابات من بينها حساب القرض مدته والفوائد المترتبة عليه؟
3- العمل كمحلل مالي في البورصة، هذا العمل يقتضي أن أدرس الشركات والمستندات والأسهم لبنوك وشركات تأمين قروض وفوائد، فهل يجوز العمل في هذا المجال؟
أود أيضا طرح سؤال يتعلق بالعمل في مطاعم تقدم الخنزير ولحما غير حلال والعمل في متجر يبيع الخمر والخنزير العمل يكون بوضع البضاعة في الرفوف أو صناديق.
أرجو الإجابة على هذه الأسئلة بارك الله فيكم.
والسلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأما عن الاقتراض بالربا فلا يجوز أخذ قرض بفائدة، قليلة أم كثيرة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا عند خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه، فعليك أن تفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفق لذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
وأما عن العمل في الشركات التي تتعامل بالربا فالعمل بما يتصل بالربا إذا كان فيه تماس مع الربا مباشرة كالمحاسب والجابي والمدير العام و... فيحرم، لما فيه من المشاركة في العملية الربوية، وإن كان لا علاقة له بالربا مباشرة، كالحارس والخادم فيكره ولا يحرم، والكراهة سببها تقديم العون للمرابين.
وأما عن العمل بما يتصل بالخمر والخنزير فإن كنت تشارك في أي عمل يتصل بهما فعملك محرم، وإن كنت لا تشارك في شيء يتعلق بالخمر والخنزير، فعملك ليس محرماً، بل فيه شبهة لتعلقه بالمكان الذي يقدم فيه الخمر، وما تأخذه من راتب منه هو من المال الذي فيه شبهة الحرام؛ وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)). أخرجه البخاري ومسلم.
وقد ورد عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال:( لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه) رواه أبو داود وغيره.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.