2012-03-13 • فتوى رقم 56113
السلام عليكم
يا شيخنا الفاضل: الله يطول بعمرك، زوجي كان عاملا في البنوك الربوية مدة 16 سنة في مصلحة المشاريع وتم ترقيته وانتقل إلى رئيس مصلحة القرض مدة ثماني سنوات، وقبل زواجنا بشهور أي في سنة 2005 أخذ قرضا لشراء سيارة ثم قرضا آخر لبناء قطعة أرض كان يملكها لكن بعد القرض أصبحت مرهونة وبدلا من بنائها تزوجنا بالمال المقترض من البنك بحكم أنه مسؤول عن القرض فقد ساعده المنصب على سهولة أخذ القرض، وكان كل شهر يأخذ من شهريته لتسديد دينه مع العلم أنه كان لا يتأخر في التسديد، وفي سنة 2010 تم تسريحه من العمل بحكم استغلال أموال الدولة لأغراض أخرى لم يكن لديه أي فلس لإعانة عائلته وإلى هذه اللحظة وأنا أتحمل المسؤولية، أعرف أننا ندفع ثمن أكل الربا لكننا تائبون وسؤالي هو: كيف يتقبل الله توبتنا؟ وهل يمكن له الرجوع إلى مكان عمله لتسديد ديونه ثم يتوقف عن العمل هذا إن تم إرجاعه وعملي لإعانة عائلتي حلال أم حرام؟
وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد عاقب الله زوجك على ارتكابه كبيرة الربا، ولا يحل له العودة للعمل بما يتصل بالربا، فالبعد عن المعاصي أول طريق التوبة، وعلى زوجك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.