2012-03-28 • فتوى رقم 56372
السلام عليكم ورحمة الله
أنا متزوج منذ 25 عاما ورزقني الله 4 أبناء ونشأت علاقة حب بيني وبين إحدى صديقات زوجتي وهي مطلقة وطلبت يدها من أخيها وأمها وتزوجتها وأخفيت خبر زواجي عن زوجتي الأولى لفترة، ولما أخبرتها حدثت مشاكل انتهت بالطلاق وتركت بيت الزوجية وذهبت إلى أهلها ثم رددتها وعادت لبيت الزوجية، وبعد فترة طلبت مني ألا أقربها ما لم أطلق زوجتي الثانية وتحججت بأن زواجي من الثانية غير جائز لأني لم أخبرها قبل زواجي وهي ممتنعة عني وتعيش معي في البيت حياة طبيعية كاملة وتأخذ كافة حقوقها ماعدا المعاشرة الزوجية التي طلبت هي مني قطعها وزادت في مصروفاتها فأصبحت أشعر أنها عادت فقط لتنتفع مني ماديا فقط، فما حكم الشرع في هذه الحالة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس من حق الزوجة الامتناع عن المعاشرة لما ذكرت، ولا يجوز لها ذلك إلا برضاك، وليس عليك إلا أن تعدل بين الزوجتين ما أمكن، وعليك أن تصبر على ما يكون من زوجتك ما دمت قادراً على الصبر، ولتحاول نصحها باستمرار وتطييب خلقها، واغتنم لذلك أوقات الراحة والهدوء، وتحايل في تغيير طبعها، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهد في تحسين خلقك تجاهها أيضاً، وأكثر من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خيرالزوجين من يسامح أكثر، وليس من بحاسب أكثر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.