2012-03-30 • فتوى رقم 56425
السلام عليكم
أنا مغربية أعمل في مركز فرنسي للمكالمات بالمغرب وهو مركز المكالمات أي وفي هذا العمل نقوم بالاتصال هاتفيا بشركات في فرنسا نتعامل مع شركات أجنبية فقط ومن بين النظم أنه يجب أن يكون لنا اسم مستعار أجنبي وليس عربيا فمثلا أنا أقدم نفسي بمدام MMe emilie DASILVA وكل واحد منا له كومبيوتر يشتغل عليه، وهذا العمل فيه الرجال والنساء أي أنه مختلط، وبخصوص عملي فإننا نتصل بشركات أجنبية في فرنسا لنقدم لهم بعض الخدمات، سأشرح لكم أكثر فمركزنا يتعاقد مع شركة اسمها (س) في فرنسا مثلا على أن نقوم بالاتصال بشركات أخرى في فرنسا كي نعرض لها منتج الشركة (س) عندما نكلم الزبون نكلمه باسم الشركة (س) ونقدم له المنتج ومؤخرا تعاقد المركز مع شركة في فرنسا مدة ثلاثة أشهر تقوم بجمع إيميلات الأطباء في فرنسا وتبيعها لشركات أخرى، هنا يأتي دورنا في المركز أنه يجب أن نتصل بالأطباء ونطلب منهم الإيميل لكن عندما يطرح الطبيب السؤال لما تريدونه لا نقول له الحقيقة بل نقول إننا نريد أن نرسل لك دعوة لحضور ندوة طبية مع العلم أن هذا الحوار الذي يجب علينا إجراؤه مع الطبيب تحضره مديرة المركز برفقة مسؤولين آخرين وأنا وزملائي ما علينا إلا اتباع الحوار، وكذلك عندما نكلم الطبيب في هذه المرة لا ندلي بالاسم الحقيقي للشركة التي تعاقد معها المركز بل نقول لهم اسم شركة أخرى غير معروفة لأن الطبيب لو علم اسم الشركة الحقيقي لعرف نشاطها ثم عرف أنها لبيع الإيميلات. أرجوكم لدي العديد من التساؤلات بخصوص عملي هذا هل يجوز أم لا؟ لقد شرحت لكم كل شيء ولكم واسع النظر. كذلك هنا في المغرب الوضع الديني ضعيف جدا وكأننا نعيش في الغرب حتى بالنسبة للوظيفة معظم الشركات ترفض تشغيل المحجبات, وقد تم قبولي في هذا المركز بالرغم من أني أرتدي الخمار والقفازات لأن عملي عبر الهاتف فقط ولا أقابل أحدا من العملاء, حتى بالنسبة للتعليم كل المدارس فيها اختلاط، هنا في المغرب لا يخلو أي مجال من الاختلاط ما عدا شيء واحد هو المسجد تجد مسجدا للنساء ومسجدا للرجال. والله إن قلبي يتألم، لهذا بحثت عن عمل ليس فيه اختلاط ولم أجد وحالتنا المادية أنا وزوجي ضعيفة تلزمني أن أعمل. أخبركم أني -الحمد الله- أحافظ على الحجاب الشرعي ولا أتكلم مع زملائي الرجال في العمل إلا للضرورة وأريد أن أعرف ما هو موقفي من وضيفتي هذه التي نضطر فيها للكذب في بعض الأحيان كما شرحت لكم هل أواصل فيها عملي؟ هل علي إثم فيها أم أستقيل؟ وبالنسبة لدخلي من هذه الوظيفة هل حلال أم حرام؟
أرجوكم أرشدوني أريد أن أسلك الطريق الصحيح لأنال رضا ربي وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا أرى جواز الكذب على الطبيب لأخذ إيميله منه، فالكذب محرم بكل أشكاله، قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.