2012-04-09 • فتوى رقم 56558
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو قراءة الموضوع كاملا
تقدمت لخطبة فتاة كان أهلها موافقين لكن أباها غيّر رأيه بذريعة أسباب مادية لا أساس لها من الصحة ولم يكتف بذلك فقد أخبر عائلته بأني أشتغل عند أحد التجار ووالله أني لم أشتغل عند أحد ولا مرة، وقال لهم بأن أموري المادية ليست بالمستوى الذي يريده هو. حاول أفراد عائلته إقناعه لكنه قال لهم بأن القرار قراره وكأن الأمر يخصه لوحده، طلبت لقاءه للحديث معه وأخبرتهم بأني مستعد لكل طلباته من مسكن مستقل إلى غير ذلك لكنه رفض حتى استقبالي. الفتاة كما لمحت لي لها ظروف صعبة ليس من مصلحتها أن يعرفها أحد وقد خطبت قبل أيام لغيري بضغط من أبيها من دون أي شيء رسمي.
كما حدث معي، لقد وضعها والدها في موقف محرج لأن نيته لم تكن صافية وهو لا يعلم حجم الخطأ الذي وقع فيه لأن ابنته ستضطر لأن تخبر كل من يتقدم لخطبتها عن ظروفها ومن سيضمن أن يكتم الناس الخبر.
هل ما فعله والد الفتاة يعتبر من المظالم وشهادة زور فهو قد أخبرهم بأمور عن حالتي المادية يعلم الله أنها ليست بالصحيحة إطلاقا وأجبرها على رفضي، وقد أدى ما قام به إلى إفساد الأمر بغير حق، ويعلم الله ما تعرضت له من أذى وضيق وأصبحت أعاني من صداع مستمر وأصبت بمرض بسبب ذلك، حسبي الله، فهل يمكن أن أدعو الله لأن يوفقني للزواج منها فدعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب علما أني لست بالشاب الذي يرفض لحالته الاجتماعية ولله الحمد، وعلما بأن أباها أشاد بتربيتي وتديني لكن الطمع في بعض الأحيان يعمي الأبصار، وعلى حسب معرفتي المتواضعة فإن ما فعله والدها يسمى بالعضل وهو لم يطع الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام فيما أمرا به في الزواج،
ادعوا لي بارك الله فيكم وإذا كان هناك أي غموض في الموضوع فسأكون مستعدا لتوضيحه. أفيدونا جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأسأل الله أن يختار لك الخير، وقد يكون الخير في عدم الزواج منها، روى الإمام أحمد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وأنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها، إلا أجره الله في مصيبته، وخلف له خيراً منها، قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ثم عزم الله عز وجل لي فقلتها اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها، قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم))
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.