2012-04-09 • فتوى رقم 56565
أنا سيدة متزوجة وأبي كثير المشاكل معي بوجه خاص بسبب أن إخوتي يلجأون لي في كثير من المشاكل ولا يلجأون له، وربي يعلم أني أحاول إرضاءه في كل مرة يثور علي ويطردني فيها من البيت حتى أنه أصبح هذه الأيام لا يتصالح معي حتى لو نفذت أوامره، وعندما قلت له أنا أحاول إرضاءك خاصمني وخاصم جميع أخواتي وقال (أنا لم يصبني الخرف بعد حتى تتعاملي معي على قدر عقلي) وكأن رضاءه قلة أدب مني! ضاقت بي الحال وإذا حاولت إصلاحه يزداد عنادا ويقول (إننا زرعة وخابت) فقررت أن أبتعد عنه قليلا أي أن أقلل الكلام وألا أذهب للزيارة يوميا مثلما كنت أفعل من قبل، يمكن أن يحاسب نفسه ولكني أخاف أن يكون هذا عقوقا، فهل هذا عقوق فعلا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحكم بأن تحسنوا لأبيكم قدر إمكانكم وتحاولوا بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكم ضرراً، وإلا كنتم مسيئين مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولا مانع من تقليل الزيارة أياما ريسما تهدأ الأمور، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.