2012-04-10 • فتوى رقم 56583
السلام عليكم
أنا -يا شيخي- أسكن في مدينة وأعمل في مدينة، هل يجوز أن أجمع وأقصر صلاتي مع العلم أني أسافر كل يوم المسافة بين المدينتين هو 200 ميل؟ وماذا عن صلاة الجمعة، هل للمسافر مثلي أن يصلي صلاة الجمعة؟
وجزاكم الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن شروط السفر المبيح للقصر أن تكون المسافة بين بلد الإقامة وبين المكان الذي يسافر إليه لا تقل عن /90/ كم، وأن لا ينوي المسافر الإقامة في البلد الذي يسافر إليه لمدة /15/ يوماً فأكثر.
فإذا تحقق ذلك فله القصر بعد خروجه مسافراً خارج عمران البلدة التي يقطن فيها، وليس له قبل ذلك الجمع أو القصر، والقصر يكون في فروض الظهر والعصر والعشاء فقط، حيث تصلى ركعتين بدلاً من أربع ركعات، أما المغرب والفجر فعلى حالها، والسنن كلها على حالها أيضا.
أما الجمع بين الصلوات فلم يقل بصحته للمسافر بعض الفقهاء، وقال به البعض بشرط أن لا يقيم في البلد الذي يصل إليه أكثر من أربعة أيام، وأن لا تقل المسافة بين البلد الأصلي والبلد المسافر إليه عن (90 ) كم، فإن أقام أكثر وجب عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها كالمقيم.
ولا مانع من السفر يوم الجمعة قبل الأذان الأول للجمعة، وعندها تسقط الجمعة عن المسافر ما دام مسافرا، ويصلي بدلها الظهر، ولا إثم عليه في ذلك، إلا إذا قصد بذلك تفويت الجمعة عليه، وإذا وصل إلى بلد معين وهو مسافر فلا يلزمه صلاة الجمعة، لأنها تسقط عن المسافر ما دام مسافرا مهما طالت المدة، ولو صلاها جمعة بدل الظهر في سفره أجزأته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.