2012-04-14 • فتوى رقم 56651
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أود أن أشكركم في البداية على جهودكم الكبيرة في مساعدة الشباب راجياً المولى عز وجل أن يوفقكم إلى كل ما فيه خير للناس.
بالنسبة لمشكلتي: كنت -ولا زلت- أرغب بالارتباط والاستقرار، لكن بسبب ظروف الحياة تأخرت، لكني في الفترة الأخيرة تعرفت على فتاة كان ذلك في مناسبة، وبعدها كنت أتحدث معها عن طريق النت بحكم أنها من غير بلدي، لم يحدث بيننا أي شيء، لكني مع مرور الوقت شعرت بالإعجاب بها، خصوصا أنها بنت واضحة صريحة، هي تعمل بمجال تصميم الأزياء، شعرت بأنها أيضا مهتمة بي، لكنها لم تصرح لي بذلك، أنا الآن حائر جدا، وأخاف أن يكون اختياري خاطئا، خصوصا أني قبل ذلك خطبت فتاة أخرى وفشلت الخطبة بسبب كذب الفتاة وأهلها، ولا أرغب بأن أفشل مرة أخرى، لكنني وبنفس الوقت أشعر بأن هذه الفتاة مناسبة لي جداً، هنالك كثير من المتناقضات تجتاح رأسي.
كنت أتحدث معها عن بعض الأمور مثل طبيعة عملها، واستعدادها للالتزام، وغيرها من الأمور؛ حيث إنها كانت من قبل كعارضة أزياء لفترة قصيرة جدا, ثم بعدها تركت ذلك، وهي تعمل مصممة أزياء الآن، لمست منها بأنها تريد أن تغير من حياتها، وهي تشعر بأنها وحيدة، وترغب أيضا بالاستقرار وبناء عائلة، ومستعدة لكل شيء من أجل سعادة عائلتها، وأنا لمست ذلك من سؤالي عن عائلتها من بعض الأصدقاء, فهم أناس جيدون، والفتاة أيضا أشعر بأنها معجبة بي، وتريدني أن أخطو الخطوة وهي مستعدة لأي شيء من أجلي، أهلي ليس لديهم مانع من الارتباط بها, هم يريدون مني أن أتخذ قراري بنفسي، خصوصا أن هذه حياتي.
أنا حائر جداً، أتمنى أن ألقى نصيحة منكم، أصبحت أعيش بجحيم التفكير، وصراحة قلبي وعقلي يريدها، لكن لا أعرف لماذا تلك التناقضات برأسي، أعلم بأن أمري غريب، لكن تلك هي الحالة التي أعيشها الآن.
مرة أخرى أشكركم جزيل الشكر على حسن إصغائكم لمشكلتي، وأتمنى أن أسمع نصيحتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالمطلوب في الزوجة أن تكون صالحةً ذاتُ دين، فهذا هو الأصل وبه ينبغي أن يقع الاعتناء.
وفي الحديث الشريف إرشادٌ لأفضل السُّبل لاختيار شريكة العمر، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( تُنكح المرأة لأربع :لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك )) أخرجه الشيخان.
ولذا فإنني أنصحك بذات الدين، وإن تابت هذه المرأة من المحرمات، والتزمت بدينها فلا مانع من الزواج منها، ولا أنصحك بذلك قبل أن تلتزم فعلا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.