2012-04-18 • فتوى رقم 56727
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ عدة سنوات تبت إلى الله ونقلت أموالي التي ادخرتها أمي لي من بنك ربوي إلى بنك إسلامي فهل علي الآن أن أخرج كل ما كان عليه من فوائد طوال السنين التي كان فيها في البنك الربوي؟ وإن كان علي إخراجها فهل يمكنني تجزئتها وفيم أخرجها؟ وماذا أفعل إن لم أستطع حسابها بدقة؟
وجزاكم الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإيداع في البنوك الربوية للاستثمار وأخذ الفوائد محرم؛ لأنه ربا، والربا من أشد المحرمات شرعا، فهو من كبائر الذنوب، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]،
فعلى من اقترف هذا الذنب أولاً أن يبادر إلى سحب ماله من البنك الربوي وعدم استثماره بالربا، وأن يتخلص من هذه الفائدة الربوية بدفعها إلى الفقراء والمساكين لا طمعاً في الأجر والمثوبة؛ لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيباً، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقع فيه، وتخلصاً من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى، لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
ولابد من تقدير الفوائد جهد الاستطاعة، والعمل بغلبة الظن يكفي إن شاء الله تعالى، ولا مانع من إخراجها على دفعات مع عدم التأخير جهد الاستطاعة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.