2012-04-28 • فتوى رقم 56890
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد
أعرض عليكم مشكلتي بعد ضاقت بي الدنيا ولا أعرف ماذا أفعل
سأبدأ في الشرح اعذروني على الإطالة
أنا شاب مسلم نشأت في بيت طيب، تربيت على الصلاة في المساجد وعلى الأشياء الحسنة، في فترة من الفترات أغواني الشيطان فوقعت في إحدى الرذائل -والعياذ بالله- لمرات عديدة، بعد أن من الله علي وأقلعت عنها وتبت كانت هذه المعصية سببا في أنني اندفعت نحو القرآن الكريم وحفظت بعضا من أجزائه وجعلت لنفسي وردا يوميا قدر المستطاع وجعلت لنفسي أيضا وردا يوميا من الاستغفار والذكر بشكل عام، مشكلتي أنني لا أفكر إلا في المعصية التي ارتكبتها، أفكر في هذه المعصية دون توقف مع ندمي الشديد حتى عندما أستيقظ من نومي، لا أفكر إلا في نفس المعصية وأختنق حتى وإن انشغلت ببعض أمور الدنيا أتمنى أن أختلي بنفسي لكي أعود وأفكر. خيال المعصية لا يفارق ذهني، لقد تغيرت كثيرا، ربي يغفر لي ويقبلني. حتى عند الطعام أفكر في نفس الموضوع، لا أعرف ماذا أفعل، حياتي تُدمر شيئا فشيئا مع أني أقرأ الأذكار يوميا إضافة إلى ما ذكرت من قرآن وذكر واستغفار قدر المستطاع والصلاة في جماعة، لا أستطيع أن أفكر إلا في المعصية وتوابعها، لا أستطيع أن أفكر في حياتي وأنا مقبل على مرحلة مهمة في حياتي.
أغيثوني لجأت إليكم لعلي أجد حلا وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53].
فإن تبت توبة صادقة نصوحا بالندم الطويل والاستغفار الكثير والعزم على عدم العود والإكثار من فعل الصالحات فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتك، ولا تدع للشيطان عليك سبيل بل ثق بعفو الله وغفرانه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.