2012-04-28 • فتوى رقم 56893
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مصري عمري 28 سنة, مقيم في بريطانيا منذ سنوات عديدة للدراسة وعائلتي موجودة في مصر. هنا في بريطانيا فتن كثيرة للشباب الأعزب مثلي، وكثير من البنات البريطانيات يمشين شبه عاريات في الشوارع. يعلم الله أنني شاب أخجل من مكالمة البنات وأكره الوقوع في الحرام لذلك أردت الزواج وبحثت عن فتاة مسلمة هنا في بريطانيا لكن بلا جدوى, كل ما تقدمت لواحدة رفضني أهلها بعلة أنني مازلت أدرس ولا أملك دخلا قارا. وحتى لما طلبت من أمي أن تبحث لي عن زوجة في مصر عارضت الأمر بشدة وقالت لي بالحرف الواحد: الله يلعنك, الله يسوّد وجهك. كيف تجرؤ على التفكير الآن في الزواج وبناء دارنا لم يكتمل بعد. يجب عليك أولا أن تكمل دراستك في بريطانيا وتجد وظيفة محترمة هناك وتشتغل. ويجب عليك أن تعيننا ماديا وتبعث لنا نقودا كثيرة لكي نكمل بناء منزلنا في مصر، عندها فقط يمكن أن نفكر في موضوع زواجك، وإلى أن تتزوج أرخص لك في معاشرة البنات الخليعات حتى تصرف شهوتك ولا تبقى مكبوتا, فهن في بريطانيا كثيرات وموجودات أيضا على الطريق.
منذ ذلك الحين اسودت الدنيا في عيني لأنني لم أجد من يتفهم حالتي ويعينني على الغربة والوحشة والفتنة.
وفي لحظة ضعف وجنون ارتكبت الرذيلة مع شاب بريطاني شاذ جنسيا تعرفت عليه صدفة وارتكبنا الأعمال الشنيعة التالية:
رضعت أنا له قضيبه قليلا دون أن يقذف,
كما قام هو بإدخال وجهه بين فخذي الاثنتين ولحس دبري, ثم قام برضع قضيبي وعندما انتصب قضيبي أدخلته له في فمه وقمت بالإخراج والإدخال في فمه بسرعة إلى أن بلغت الرعشة الجنسية وقذفت السائل المنوي في فمه ووجهه.
الله وحده يعلم كم ندمت على هذه الممارسة البشعة وأنا الآن أكثر من الاستغفار, كما اتخذت القرار الشجاع بالانقطاع عن الدراسة في بلاد الغربة والوحدة والفتنة والعودة النهائية إلى بلدي مصر الشهر القادم. سأواصل دراستي في بلدي مصر إن شاء الله, بين أهلي وأحبابي. أوصي الشباب المسلم بأن لا يخرج لأوروبا أو أمريكا إلا بعد أن يحصن نفسه بالزواج, فالفتن هناك كثيرة جدا والعياذ بالله. كما أوصي كل المسلمين بأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى.
وأختم الآن بالأسئلة التالية:
1- هل يعتبر ما قمت به في تلك الحادثة لواطا أم جنسا فمويا مع رجل هنا؟ أذكر بأنه لم يقع بيننا أي إدخال في الدبر.
2- ما هي العقوبة التي أستحقها في شرع الله؟
3- كيف أتطهر من هذا الذنب الشنيع مع العلم أنني أعتزم إبلاغ الحاكم في بلدي بفعلتي, فلعل تطبيق الحد علي يغفر به لي ربي؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تعود لبلدك في أسرع وقت بعدا عن المعاصي، فاللواط (ومقدماته) محرم بإجماع المسلمين، وهو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك ما على من مارس هذا الفعل الشنيع إلا أن يبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد في توبته.
وعليه أن الإكثار من الدعاء وأن يكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، ويعلن له عجزه وضعفه، ويطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما يعاني منه، مع عمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
ثم إن كان راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
وعليه بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ومرافقة الصالحين ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع الإكثار من الصوم، والسعي للزواج ما أمكن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.