2012-04-29 • فتوى رقم 56913
تقدمت لخطبة فتاة كانت مخطوبة لشاب آخر قبلي وكانت علاقتها معي بدون إحساس عاطفي منها تجاهي حتى بعد مرور حوالي سنة على الخطبة، وفي هذه الفترة كانت بعيدة عني وجاء في ذهني أني بعيد عنها لأني قمت بخطبتها لمدة 12 يوما وسافرت إلى إحدى دول الخليج فكان اعتقادي أني بعيد وقلت لنفسي اصبر قليلا، طول السنة وأنا أقول هذا إلى أن جاء يوم وقلت لها تكلمي بصراحة معي، ما سبب بعدك عني؟ قالت إنها مازالت تحب خطيبها الأول وإنها على اتصال به حتى الآن، وللعلم هذا الخطيب الأول خاطب بنتا أخرى. قلت لها: وما قصدك أنك تقولين لي قالت لي لئلا أحمل ذنبك وأكون مرتاحة الضمير. قلت لها أتركك. فقالت: لا أنا أريدك بجانبي. فقلت لها: على شروط.
وبعد ذلك فتحنا صفحة جديدة.
قمت أنا بالاتصال بخطيبها الأول واتضح لي أنه لايريدها وأنهما على اتصال وذلك بعد ما فتحنا صفحة جديدة فقمت على الفور بالاتصال بوالدها وقصصت له القصة كلها وبعد ما كلمها اتصل بي وقال لي إني آسف وسامحني وسامحها وإن شاء الله يكون في تغيير من ناحيتها ويكون في صفحةجديدة من جديد.
ماذا أفعل أأتركها أم أكمل معها مع العلم بأنها اعترفت بذنبها وقالت أريدك معي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن تأكدت من توبتها وبعدها عن الرجال الأجانب، وصلاحها ودينها فأكمل وإلا فلا أنصحك بذلك، واستخر الله تعالى فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.