2012-05-08 • فتوى رقم 57063
السلام عليك
أنا متزوجة وأحمل شهادة عليا، لي 3 أبناء وبنت، علاقتي مع زوجي جيدة تنتابها أحيانا ككل العائلات مشاكل عادية وليست مصيرية والحمد لله. فوجئت منذ شهر بأن زوجي يصارحني أنه على علاقة مع أخرى كانت معلقة وليست مطلقة بمعنى أنها في خلاف مع زوجها ورفعت عليه قضية للطلاق وحصل الطلاق منذ 4 أيام فقط مع أن العلاقة مع زوجي كانت قبل ذلك بأشهر، وكان بينهما رسائل غرامية إلى أبعد الحدود وتبادل صور مع العلم أنها كانت ترسل صورا بدون اللباس الشرعي وتم الاتفاق بينهما على الزواج وهي لا زالت على ذمة الرجل الآخر. وكما قلت فالرسائل الهاتفية تستمر طوال النهار والليل وبها كلمات أخجل أنا وأنا زوجته أن أصارحه بها وأفاجأ بأنه يعتبرها بأنها من مسلمات حياته الآن وأنه يريد إتمام زواجه منها بعد إنهاء عدتها مع أنه شاب ملتزم ومثقف دينيا وواسع الاطلاع وهذا ما أدهشني لأنني عندما عدت إلى كتب فقه السنة وجدت أن ما بينهما غير شرعي لأن الأهل من الجانبين لا يعلمون وأنها لا تملك أهلية أن تخطب حاليا، ورغم ذلك زوجي مصمم على إتمام هذه الطريق رغم أنه يعلم أن عائلته ستدمر لأنني طلبت منه الانفصال في حال أصر على ذلك مع العلم أنه تزوجني بعد حب طويل وكان القرآن والله شهيد هو الطريق الذي يسر لنا الزواج، وكان قد عاهدني بأن يجعلني أسعد زوجة بالكون وأن يكرمني وأن لا يتزوج غيري وأنه لن يرتبط بأخرى إذا لم يكتب له الزواج بي. كل هذه الوعود أتذكرها الآن وأتذكر أن والدي قال له بالحرف الواحد: إن بيدك أمانة غالية فحافظ عليها، وللأسف إن نتيجة هذه الوعود أجده بحث عن امرأة أخرى.
لهذه الأسباب أنا طلبت الانفصال عنه مع العلم أنه كان لي شأن كبير اجتماعيا وكنت أمثل بلادي في مؤتمرات إسلامية وسياسية ونسائية وأنا مؤلفة لكتابين والحمد لله، كل هذا -والله شهيد- تنازلت عنه من أجله ومن أجل أسرتي وقبلت الانتقال إلى بيئة أخرى جعلتني أبتعد عن كل شيء وصلت إليه رغما عني.
فهل تكون نتيجة تضحياتي هذا العقاب مع العلم أنه يقول لي لليوم أنه يحبني ولا يريد بديلة عني بل مكمّلة. مكملة عن ماذا لا أعلم لأني أسأله: هل انتقصت من حقك في أي مجال؟ فيرد لا ولكنك أحيانا تكونين عنيدة وتجادلين كثيرا. وهذا بحق موجود في كل البيوت حتى نحن نُحسد دائما على ما بيننا من تفاهم بين بيوت إخوته وأقربائه.
هذه مشكلتي وسؤالي: هل علاقته بتلك الإنسانة شرعية أصلا؟ وهل يحق له أن يبني بيتا على حساب تدمير بيت آخر فيه ثلاثة أولاد والحمد لله متميزون في كل شيء أكبرهم 11 عاما ومن المتفوقين. وبنت صغيرة عمرها 5 شهور.
هل أنا محقة في موقفي بعد أن رأيت أنه أخل بوعده لي وقسَمه أمام رب العالمين.
مع خالص شكري وتحياتي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلاقة زوجك بتلك المرأة المتزوجة حرام، ووعده لها بالزواج منها أثناء عدتها أو قبل ذلك حرام أيضا، ثم إن تزوج منها بعد ذلك بعد تمام عدتها، فأرجو أن تصبري وتحتسبي، وتطلبي منه العدل بين الزوجات، وأسأل الله تعالى أن يختار لكما الخير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.