2012-05-09 • فتوى رقم 57094
تزوجت من فتاة صارحتني بناء على طلبي بعلاقاتها السابقة مع بعض الرجال وأنها لم تتعد الخروج معهم أو شخص واحد قبلها بغير رضاها وغضبت عليه، وقد سعيت جاهدا لخلق التغيير في حياتها وأصبحت بمساعدتي تؤدي الصلوات وملتزمة كثيرا، وهي ربة بيت ممتازة وعلاقتها بأسرتي متميزة جدا، وعلى المستوى العام امرأة متخلقة ومتدينة وتسمع كلامي وتتبع أوامري، لكن اليوم وبعد إلحاحي عليها بسرد ماضيها كاملا وتهديدي لها بأني سأسخط عليها كزوج إن كانت تخفي عني علاقات جنسية أقامتها في السابق، وبعد إنكارها الطويل اعترفت أخيرا أنها قبل أن تعرفني أقامت أكثر من علاقة جنسية مع أربعة رجال ممن عرفتهم مع الحفاظ على عذريتها بالكامل، وأن باقي من عرفت من الشبان لم يتعد الأمر القبل واللمس حسب زعمها.
صراحة صدمت كثيرا، ولم أعرف ما أفعل، لقد انهارت ثقتي بها، وتمالكت نفسي، وحاولت أن أخفي عنها حقيقة مشاعري وأني سعيد بصراحتها، لكني أحسست أني طعنت في ظهري بكذبها علي، والأدهى من ذلك صرحت لي أنها عندما كان يقع بيني وبينها خصومة أو زعل، كانت تتمنى لو كانت تزوجت شخصا معينا كان أحد أبرز الرجال في ماضيها بدعوى رومانسيته وحبه لها. وأكدت لي أنه كثيرا ما حاول الاتصال بها حتى بعد الزواج، إلا أنها في مرة من المرات وبعض خصومتي معها قامت بالاتصال به عن طريق الخادمة التي أبلغت الحبيب السابق سلام زوجتي له، وقد كان ذلك في مرة من المرات عندما خرجت لعيادة الطبيبة برفقة الخادمة، كما أكدت لي زوجتي أنها بعثت في مرة أخرى له برسالة من رقمها الجديد الذي اشتريته لها خصيصا وقد كان محتوى الرسالة أنها من طرفها، وفي وقت لاحق اتصل في رقمها السابق الذي كانت تتواصل معه من خلاله، وأكد لها أن سيدة اتصلت به وأبلغته سلامها له وأنه سعيد بذلك، ويقصد هنا طبعا الخادمة التي لعبت دور الوسيط.
ماذا أفعل أفيدوني أفادكم الله؟ زوجتي أقامت علاقات جنسية في الماضي، وإذا أغضبتها تتصل بشخص آخر سبق أن عاشرته جنسيا، فماذا أفعل؟ رغم أني أحبها إلا أني لم أتمالك نفسي وغضبت في قرارة نفسي، ولعنتها كثيرا، وفي نفس الوقت لم أعرف هل يجب أن أقدر صراحتها أم ماذا أفعل؟ وهل علي فراقها أم البقاء معها؟
أنتظر نصيحتهم جزاكم الله خيرا
هل أقيم صلاة الاستخارة وأستخير الله عز وجل في إمكانية بقائي معها من عدمه؟
هل أسامحها أم أتركها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن علمت الآن صدق توبتها وبعدها عن كل رجل أجنبي في كل الأحوال (لا وقت الراحة فقط) ومضى على ذلك زمن تأكدت فيه من حسن توبتها وصلاحها ودينها، فلك الزواج منها، وإلا فأنصحك بالابتعاد عنها والبحث عن أخرى ذات خلق ودين، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.