2012-05-11 • فتوى رقم 57151
السلام عليكم
يا شيخنا الكريم: في الحقيقة أود جوابا يشفيني من وسواس نفسي والشيطان
أعلم أن الله عز وجل رحمن وتواب ويغفر لنا ذنوبنا ولكن أنا أريد جوابا منكم من أخطائي
أنا شاب أخطأت جل أنواع الأخطاء وتبت. ولي تجارة وحين خسرت خسارة كبيرة وكنت وحدي لا أقدر على هذه الخسارة وحدي فذهبت إلى أحد فقلت له هناك عرض مربح ليقدم لي مالا لأغطي تلك الديون وكذبت عليه بأنه في هذا العرض فائدة وأنا كان قصدي في الفائدة التي ستتدخل بعد رجوع كل شيء لصوابه ولكني لم أقدر وخسرت أيضا ولم أقدر على مصارحته حياء منه وخوفا من وقوع مشكلة أكبر وفعلت نفس الفعلة مع شخص ثان ثم ثالث ورابع وخامس ودوما كانت نيتي والله صافية وأن أرجع لهم أموالهم مع الفائدة بعد الانتهاء من تسديد الديون وإيقاف الخسارة ولكن الديون زادت وذلك بالكذب وبالفائدة التي ترتبت على كل مال من شخص، وخسرت كل الأموال وخسرت كل رأس مالهم ورجعت إلى نقطة الصفر. وكنت أكذب عليهم بتأخير التسديد وإرجاع المال مع الفائدة التي اقترحتها عليهم كذبا. وكنت أجتنبهم وذلك خوفا من حدوث مشكلة وحياء من مصارحتهم إلى أن بدؤوا بسبي و شتمي وتهديدي والشك في وأخبروا أبي وأمي الذين أخفيت عنهم هذا المشكل لأنهم يخافون علي وقد يمرضون لعلمهم ولأني أردت أن أخرج من هذا المشكل وحدي فأنا من أخطأت فيجب تحمل مسؤوليتي وحدي. ثم قررت أن أصارح الجميع بأني خسرت كل شيء وأن كل رؤوس أموالهم لا توجد ولا الفائدة توجد . وتفاهمت معهم على إرجاع رؤوس أموالهم كلها وبدون فائدة أي أن أتحمل الخسارة وحدي وأن أرجع لهم رؤوس مالهم بدون فوائد وذلك بالكيفية التي تناسب كل الأطراف. وكنت كل يوم أعمل فيه والفائدة التي تدخل في تجارتي أعطيها لهم مقسومة عليهم وذلك لمدة سنتين ونصف إلى أن انتهى هذا المشكل ورجعت رأس مالهم كله بدون نقص أي دينار والحمد لله. وبعد ذلك طلبت منهم السماح والعفو وصارحتهم وفسرت لهم كل الأمور وأني نعم كذبت ولكن نيتي في أول الأمر كانت حقا إرجاع رأس مالهم مع الفائدة المزعومة التي اختلقتها أنا ولكني لم أقدر على إعطائهم الفائدة وأعطيتهم رأس مالهم. وأنا الآن رجعت إلى الله عز وجل وتبت فهل توبتي مقبولة؟ طلبت منهم ومن الله عز وجل العفو، وهل الآن أعمل بدون أي عقدة وأي مال يأتيني من هذه التجارة حلال علما أني بدأت من الصفر؟
وأرجو منكم الإجابة علي في أسرع وقت، أريد الراحة وأريد الحلال و شكرا، وكما ستريحني يريحك الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيكفيك ما فعلت، ولست مطالبا بدفع الفوائد بل الفوائد المقطوعة المحددة ربا، وهو من كبائر الذنوب، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والثبات على الطاعات.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.