2012-05-16 • فتوى رقم 57239
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سؤالي هو: أنا فتاة تبلغ من العمر 24 سنة، لقد تقدم لي العديد من الخطاب ولكن لم تكتمل معي القصة، إما بتعسير من أهلي أو بعدم الاتفاق والتراضي أو بعدم قدوم الخطاب ثانية أو بعدم قدومهم للخطبة بعد أن يعدوني بالقدوم، في هذه الأيام وردني خبر من إحدى قريباتي أن هناك شابا يريد التقدم لي بعد أن رآني في العمل فأعجبته وأعجبت أمه لكن المشكلة بالنسبة لي أنني لم أستطع أن أبدي رأيي لأن والدي قبل بهذا الشاب بحكم أنه يعرفه ويعرف أهله وقال عنه بأنه إنسان جيد، العوائق التي تعيقني على الإجابة هي أنه يبلغ من العمر 26 سنة أي أنه يفوقني بعامين فقط، ووردني أن لديه حبا شديدا في وجهه وأنه يتيم الأب ولديه أخ مريض عقليا فماذا أفعل؟ هل أعطيه فرصة للتقدم لي وبعدها أقرر؟ أم أنني أكون بهذه الطريقة قد جرحت مشاعره إذا رفضته وعصيت والدي كونه قبل به؟ أنا طبعا أعلم أنه إذا تقدم شاب ذو خلق ودين فزوجوه، أرجوكم أنا في شدة الحيرة والقلق خائفة إذا رفضته وخائفة إذا قبلت به. ساعدوني في فتوى تريحني وتريح ضميري
أرجو التعجيل في الإجابة وشكرا مسبقا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.