2012-05-19 • فتوى رقم 57303
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل: لدي بعض الأسئلة أرجو الإجابة بأسرع وقت حيث إنني متزوج منذ مدة بعقد مستوفي الشروط الشرعية لكنني أعاني من ذنب اقترفته قبل العقد بشهر في فترة الخطبة ألا وهو أننا وقعنا أنا وزوجتي في الفاحشة ولم يكن إنزال المني في الداخل، وبعدها عقدت عليها قبل أن تنتهي من الحيض بيوم ودخلت عليها بعد انتهائها. السؤال هو: هل زواجي صحيح حيث لم نزن إلا مع بعض ولم نعلم الحكم بالاستبراء؟ لأني قرات لبعض المذاهب التي تحرم الزواج ما لم تحض حيضة كاملة ويفسخ هذا العقد، ماذا أفعل حيث وقعت في الوسواس وأخاف الاقتراب من زوجتي وانقلبت حياتي جحيما من التفكير، ماذا أفعل: هل أنا أعيش معها بالحرام الآن؟ وهل الأولاد أولاد حرام إذا أنجبتهم؟ حيث إني سألت زوجتي وقالت لي إنها على المذهب الشافعي ولكنني لا أدري من أتبع، وهل هناك حرج إذا اتبعت مذهبا معينا المهم عندي أنني لا أريد تطليقها ولا أريد ظلمها لأنني دائم التفكير أنني أعيش معها بالحرام ولا يمكنني إعادة العقد لأني لا أعلم ماذا أقول لولي أمرها، وأنا أريد الستر. حيث إننا تبنا والآن نادمون على الفعل وأبكي ليل نهار، ماذا أفعل؟
أنقذوني يا محبي الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أخطأتما كثيراً في ارتكابكما المحرم الكبير الذي نهى الله عنه.
وعليكما الآن بعد التوبة النصوح الندم مع الإكثار من الاستغفار، وفعل الصالحات، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
وزاوجك صحيح إن استوفى الأركان والشروط، وأرجو أن توفقا إلى توبة نصوح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.