2012-05-24 • فتوى رقم 57389
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 30 عاما أعاني من أمور لا أجد لها تفسيرا وأرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرا.
أنا ملتزم بصلاتي في المسجد وقيام الليل ومعتاد على الأذكار بشكل يومي والحمد لله وأحب عمل الطاعات التي سوف تعينني أمام الله عز وجل يوم الحساب.
شيخي العزيز:
بدأت حالتي منذ أكثر من 10 سنوات حيث أعاني من أمر غريب جدا هو -والعياذ بالله- أمور تتعلق بذات الله عز وجل من سب وأمور تتعلق بالعقيدة، لا أعلم كيف أفسر هذه الحالة
عندما أشرع في الوضوء أكرر وضوئي مرتين لأنني أشعر بأن وضوئي انتقض، ولكني تغلبت على هذه الحالة وصرت أتوضأ مرة واحدة لأنني علمت أن الوضوء للمرة الأولى لله عز وجل وأن وضوئي للمرة الثانية هي من الشيطان، وأعوذ بالله أن أشرك في عبادتي مع الله أحدا؟
أما بالنسبة للصلاة فأحيانا أكون شارد الذهن وأحيانا أتقنها ولكن في الصلاة أشعر بأنني أريد أن أنفجر من جراء الأمور التي تراودني فأغلب الصلوات عندما أتوضأ وأدخل إلى الصلاة أشعر وكأني أريد أن أخرج ريحا ويمتعض قلبي وأصبح أسترسل: هل أخرجت ريحا أم لا إلى أن أصل إلى ذات الله -والعياذ بالله- هل أخرجت ريحا أم لا أم هل قبلت صلاتي أم لا ويهجم علي (سب الله) فأنا لا أستطيع التمييز: هل هذه الأفكار صادرة مني أم لا أهي من الشيطان أم مني أم أنا شيطان، والله العظيم إني لا أعلم، مع العلم أني لا أنطق بها فأنا في الصلاة والواجب إذا كنت قد نطقتها أن يخبرني المصلون عن هذا الأمر وإذا لم يخبروني فإنها جاءت مني ولا أدري ما حكم هذا في الصلاة؟ هل أنا كافر أم أنا منافق أم إنني داخل دائرة الإيمان؟ أما إذا كنت مع مجموعة من الأقارب فإنها تأتيني حتى وأنا أضحك أو أكون حزينا ولا أستطيع التمييز في كونها مني أم لا، وأحيانا أشعر بأنها جرت هذه الكلمات مع لساني مع العلم أنني دائما أحافظ على ذكر الله وأقرأ القرآن باستمرار وأذكر الله باستمرار ولكن لا أعلم.
أحيانا أتجاهل هذه الأمور وأستخف بها وأضحك على نفسي من هذه الأمور وأحيانا أشعر وكأن الله غاضب علي غضبا كبيرا ولن يغفر لي أبدا
أرجو توضيح حالتي والرد عليها بسرعة علما بأنني متضايق كثيرا وأرجو بيان حالتي مع العلم أنني لن أذهب إلى طبيب نفساني أو أستعمل أية أدوية نفسية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا من وساوس الشيطان، فحاول أن تصرف ما يأتيك، ولا تخف من هذه الوساوس أبدا، فعليك بتجاهلها وعدم الالتفات إليها لأنها وساوس الشيطان يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف الشيطان حولك، فثق بالله واثبت ولا تخف من هذه الوساوس، فقد ثبت أن صحابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يارسول الله إني لأجد في نفسي أمورا لو ألقيت من جبل كان أهون علي منها، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أوجدت ذلك؟ قال : نعم، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ذلك خالص الإيمان، ولذلك أقول لك هذا علامة الإيمان.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.