2012-05-24 • فتوى رقم 57403
كانت علاقتي بأبي جيدة لكنه كان يتعامل مع أمي بشكل كنت أعترض عليه دوما حتى حدثت مشكلة واتهم أمي أنها مَن يسبب المشاكل وأن ما تفعله رغم أن أمي متدينة وطيبة وهو سبب عدم وجود بركة في المنزل يعني قلة رزق وعدم كفاية من الأموال للعيش وكان هو يقول أنها مسرفة وأنا كنت لا أرى ذلك فحدثت مشكلة بيننا بسبب هذا وقلت له أنه يفعل بعض الأخطاء وهي التي تسبب ذلك وليس أمي ولمته على طريقة تعامله مع بناته وهم أخواتي فصب علي غضبه وخرج من المنزل ولم يعد وكبرت المشكلة وتدخل إخوة أمي وكانوا يريدون الانفصال ثم حدث اجتماع عائلي وحينها كان أبي يقول إن حدث الانفصال سآخذ المنزل فتعصبت بشكل قوي عليه في معناه أنني أعليت صوتي عليه وقلت له سيحدث الطلاق ولمته على بعض الأشياء وقلت له إننا لن نخرج من المنزل وقلت له إنني ابن أمي وفي صفها ولكن بعد أيام المشكلة تم حلها بين خالي وأبي وعاد إلى البيت ولكنه كان مخاصمني ومقاطعني ولا يتحدث معي، وظل الوضع كذلك لمدة شهرين حتى توفي أبي رحمة الله عليه وكان مازال لا يتحدث معي، نعم كنا معا في نفس البيت ولكننا في خصام توفي وهو في حالة خصام معي مع أنه قبل هذه المشكلة كانت علاقتنا جيدة ولكنه بعد هذه المشكلة توفي وهو في حالة خصام معي، ماذا أفعل؟ لا أستطيع العيش من تأنيب الضمير؟ وأسال الله المغفرة دائما ولكن مازلت أعيش في نفس حالة تأنيب الضمير، هل أنا ارتكبت كبيرة؟ هل ذنبي عند الله كبير؟ ماذا أفعل مع العلم أنه قبل وفاته وبقدر الله حدثته أخته أخت أبي وقالت له أرجوك لا تغضب على أبنائك فقال لها: لا طبعا، أنا عمري ما أغضب على أولادي مع ذلك لا أستطيع العيش وأخاف الله أشد خيفة، أشعر أنني قصرت في حقه وفي نفس الوقت كنت دائما في بالي أنه عندما يفرج الله علي في رزقي كنت دائما أقول بيني وبين نفسي أني سأرتقي بحال أسرتي وسأجعل أبي يجلس في البيت وأرسل له مصروفا هو وأمي، كنت أنظر فقط في المستقبل ولم أوفه حقه في حاضره وتوفي قبل أن يحدث ما تمنيت أن أفعله معه، مات وهو في خصام معي.
أرجوكم أريحوني ماذا أفعل لكي أستريح.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت وأثمت، وضيعت خيرا كبيرا، وعليك الآن الندم والتوبة والاستغفار، والدعاء لوالدك بالرحمة، وإهداء ثواب الأعمال الصالحة له، والنوافل كلها دون تحديد شيء منها على وجه الخصوص لا بأس بإهداء ثوابها للأحياء أو الأموات، ويجوز لدى جماهير الفقهاء للإنسان أن يتصدق على الفقراء والمساكين ويهدي ثوابها إلى من شاء من الأموات أو الأحياء من أقاربه وغيرهم على سواء، ولا ينقص ذلك من أجره هو شيء إن شاء الله تعالى، سواء في ذلك الصدقة العادية أو الصدقة الجارية، ومثل ذلك قراءة القرآن الكريم على روحه وكل الطاعات النافلة.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «إنّ ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علّمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السّبيل بناه، - أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحّته وحياته يلحقه من بعد موته» رواه بان ماجه.
ولك أن تبر صديقهما، فإن حفظ الود لصديق الأب هو بر بالأب نفسه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.