2012-06-01 • فتوى رقم 57568
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا شاب ملتزم والحمد لله لكني أواجه مشاكل مع أمي والسبب هو أن أمي كانت تعيش في خلافات مع أبي رحمه الله، ومع مرور الأيام أصبحت تحملني أعباء ما أخطأه أبي وتقول لي لو كنت صالحا لما تركك أبوك في بطني وتدعو علي سواء أخطأت أم لا ولا يعجبها ما أفعله حتى أنني أقوم بالأعمال المنزلية لأنال رضاها ولا ينفع حتى مرضت نفسيا وأصبحت عدوانيا ولا أتمالك نفسي وأجيبها ومما قلته: نيل رضاك لم يعد يهمني. الآن هي تتهمني بالعقوق وأنا منذ التزامي أحاول إصلاح الوضع ولست متأكدا من أنها ستسامحني، الآن تراودني شكوك أن عبادتي ناقصة وغير كافية، وفكرة أنني عاق تعذبني. ما حكم حالتي؟ وهل شكوكي صحيحة؟
أفتني جزاك الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
كفارة عقوق الأم أن تتودد إليها، وتعظم من برها والإحسان إليها، واحتمال الأذى منها، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأمك قدر إمكانك وتحاول برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئاً مثلها أو أكثر منها.
ولا تكلف أكثر من ذلك سوء رضيت بعد ذلك أم لم ترض، ودعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.