2012-06-03 • فتوى رقم 57602
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب متفوق في دراستي منذ صغري، درست في العطلة بعد الثاني ثانوي تفاضل وجبر وفيزياء، وعندما درست الثالث الثانوي كنت الأول في الفصل وكنت أكتب الدروس أولاً بأول وأهتم باللغة الإنجليزية وكان جميع الطلاب في الفصل لا يريدون أن يتعلموا وبهذا كنت أتهاون في المذاكرة بجد وأؤجلها، وقبل الاختبارات بأسابيع كان أبي ( مدرس التفاضل والتكامل) يذاكر لي الرياضيات، وعندما أتى الاختبار انتشر الغش في كل مكان ( عام 2011) في السنة التي كانت فيها أوضاع اليمن صعبة واختبرت وكنت أنا والكل نغش وتأتي بإجابات جاهزة من الخارج لأن الأوضاع كانت سيئة في كل اللجان، وبعد إكمال الاختبار حصلت على معدل 92.25 % وأتت العطلة وأردت من والدي أن أعيد السنة فلم يسمحا لي ولكنهما طيبان معي وقالا لي: الكل يغش كيف تعيد؟ فمضت الإجازة لسنة قدمت بعض السفارات منح لمن يجتاز اختبارات قبولها ويشترط أن يكون معدل المتقدم للسفارة 85 % وما فوق. إذا قدمت هل لي أن أختبر؟ وإن اجتزت الاختبار بنجاح بعد مذاكرتي للمواد المطلوبة هل يجوز أن أذهب للمنحة علما بأني درست في مدرسة في قرية ثم سافرت إلى صنعاء؟ وقد طلب مني عمي وأغلب الأهل أن أسجل في الجامعة احتياطاً رغم أنهم لا يعلمون أني غششت، هل يجوز أن أقدم في الجامعة علماً بأني أستحق النجاح في الإنجليزية في ثالث ثانوي؟ وإذا اجتزت اختبارات قبول الجامعة هل يوجد قسم في الجامعة يجوز التسجيل فيه؟ وإن أكملت الجامعة هل يجوز أن أعمل بشهادتها في أي عمل؟ وهل سيكون رزقي حلالا؟ وإذا ذهبت إلى الكويت أو السعودية أو أي مكان للعمل بشهادة الثالث الثانوي أو أدخل معهدا ثم أعمل بشهادته؟
أفدني بارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالغش محرم بكل أشكاله مهما كانت مبرراته، لإطلاق حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا) رواه مسلم في صحيحه، فتجب التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على الغش، ثم إذا ظن الشخص أن هذا الغش هو الذي أوصله إلى الشهادة التي حصل عليها، ولولاه لما حصل عليها، فلا يجوز له الاستفادة منها في التقدم لعمل يطلبها؛ ولا يحل له أجره، لأنها ليست من حقه، وإن كان يعلم أن الغش ليس هو الذي أوصله إلى هذه الشهادة، فله الاستفادة منها، والعمل بها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.