2012-06-12 • فتوى رقم 57755
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدرس الدكتوراه من أكثر من عامين في دولة أجنبية في الكمبيوتر في بعثة وأنا معين في الجامعة في وطني حيث كنت من الأوائل في كل مراحل دراستي الجامعية، وانتابني الوساوس القهري في أكثر من اتجاه ومنها أن مرتبي من الجامعة به بعض الحرام وسأسرد لكم لماذا:
1. في مرحلة ما قبل الجامعة قد أكون غششت مرة أو اثنتين، لا أتذكر.
2. في الجامعة من 46 مادة في أربع سنوات لم يسبق أن غششت في الامتحان النهائي أو العملي أو الشفوي لأي مادة منهم، والامتحان النهائي عليه معظم درجات المواد فمثلا إذا كانت المادة من 120 درجة تقسم إلى 80 امتحان نهائي و20 شفوي وعملي و20 أعمال سنة في أعمال السنة تكون على الحضور والمشاركة وامتحان نصف الترم، وبعض المواد كان بها مشروع بدلا من امتحان نصف الترم أو بالإضافة إليه أو بدل الشفوي نقسم فيه إلى مجموعات وأتذكر أنني في بعض هذه المشاريع لم أفعل شيئا وقام الزملاء بعمل المشروع وكتابة اسمي معهم. وكذلك في مشروع التخرج في السنة الرابعة كان أدائي فيه ضعيفا جدا وقام بمعظم العمل الزملاء في المجموعة.
3. مرحلة الماجستير على قسمين
1. امتحان التمهيدي وهو 11 مادة وأتذكر في واحد من الامتحانات أني سألت زميلي بجواري على إجابة جزء صغير جدا وأجابني عليه.
2. الرسالة المقدمة مني وبها أكثر من جزء عبارة عن أفكار وتطبيقاتها باستخدام البرمجة وعرض النتائج. وكان مشرفي لا يوجهني كثيرا وكان يوجهني بعض الزملاء الأكبر مني وكنت أعمل كثيرا وأجتهد حتى كتبت الرسالة وناقشتها وحصلت على الماجستير، ولكني الآن تذكرت أن بها بعض الكذب مثل الفكرة الأولى كانت طريقة عن كيفية دمج أكثر من جدول للبيانات في جدول واحد مع حذف المكرر باستخدام البرمجة ولكني لم أجد أكثر من جدول يصفن شيئا ووجدت جدولا واحدا كبيرا في كل موضوع فقمت بتقسيم الجدول إلى ثلاث وطبقت فكرتي على الثلاث جداول ولكني لم أذكر ذلك في الرسالة وقلت إنهم ثلاثة أتيت بهم من مصدر معين وهذا لم يحدث، فعلت ذلك في جدولين أو ثلاثة وقد يكون في الأجزاء الأخرى بعض من ذلك لأنني لم أكن أرى ذلك غشا وإنما تخليصا للموقف، لا أتذكر، كان ذلك من أربع سنوات.
4. الآن في الدكتوراه أنهيت الجزء الأول وكان ثلاث مواد كلهم ليس فيهم امتحان نهائي ومعظم الدرجة على مشروع في شكل بحث يصف التجربة المقترحة مني ونتائج تطبيقها ومقارنتها بنتائج بعض الطرق الموجودة بالفعل. في مادتين قال لي المشرف أن أقدم نفس المشروع وفعلت وأعتقد أن ذلك من الغش والكذب ولكن كان في أحدها عمل زيادة عن الأخرى ولم يكونوا متطابقين تماما، وقد يكون في هذه الأبحاث بعض الكذب أيضا فمثلا قد أكتب فيها أني فعلت كذا وهذا لم يحدث. في إحدى هذين المادتين كانت درجة المشروع 50% وفي الأخرى 60% من إجمالي الدرجة الكلية أما باقي متطلبات المادتين وعليهم 50% و 40 % على الترتيب فقمت بأدائهم على أكمل وجه.
في مادة رابعة كانت لغة إنجليزية ولكن في الكتابة التقنية وليس بها درجات وإنما نجاح أو عدم نجاح، وينجح عادة من يحضر نسبة معينة من المحاضرات وحضرت أغلب المحاضرات و لم أتعد نسبة الغياب ولكن مرة المدرس قال إن هناك امتحانا وكل طالب يمتحن في بيته من على الإنترنت في ساعة معينة وكان زميل لي أخذ الدورة في العام السابق لي أعطاني كل أوراق الدورة ومنها الامتحان الذي أخذه فذاكرته لأرى كيف يأتي الامتحان وأنا متأكد أنه لن يكون نفس الامتحان ثم فتحت الكمبيوتر لأبدأ الامتحان فوجدته نفسه الذي أعطانيه زميلي فأجبت معظم الأسئلة ونسيت جزءا لا أتذكر حجمه فأعتقد أني أتيت بالورق ونظرت فيه وأجبت ولا أدري هل هذا يعتبر غشا مع العلم أن الامتحان في البيت.
5. بعد ذلك تبت إلى الله من هذه الأشياء وأتممت الجزء الثاني من الدكتوراه بما يرضي الله وهو عبارة عن امتحان شامل قدمت فيه تصورا مقترحا مكونا من أكثر من 60 صفحة لما سأفعله وبه نتائج وشرح الطريقة التي قمت بعملها بالفعل ومقارنتها ببعض الطرق الموجودة بالفعل لأثبت فعالية الطريقة التي اقترحتها بالإضافة إلى تصور لما سأفعل حتى الانتهاء من الدكتوراه بالإضافة إلى أسئلة عامة عن التخصص، وتم مناقشتي في هذا المقترح في الامتحان شفويا من خلال لجنة مكونة من ثلاثة أساتذة بالإضافة للمشرف وأنا الآن في الجزء الأخير وأتقي الله سبحانه وتعالى في كل شيء وأصبحت أدقق في كل كلمة أكتبها أن تكون ما فعلت بالضبط وتبت إلى الله وعزمت ألا أفعل ذلك ثانية أبدا ولكني لم أكن أفعله بنية الغش بل عدم اكتراث أو أعتبره شطارة وأستغفر الله العظيم.
أرجو أن تدلوني ماذا أفعل: هل أعيد للجامعة الجزء من راتبي الذي زاد بعد الحصول على الماجستير؟ وهل أقوم بدراسة مادتين بدلا من المادتين اللذين قدمت فيهم نفس المشروع؟
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالغش محرم بكل أشكاله مهما كانت مبرراته، لإطلاق حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا) رواه مسلم في صحيحه، فتجب التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على الغش، ثم إذا ظن الشخص أن هذا الغش هو الذي أوصله إلى الشهادة التي حصل عليها، ولولاه لما حصل عليها، فلا يجوز له الاستفادة منها في التقدم لعمل يطلبها؛ ولا يحل له أجره، لأنها ليست من حقه، وإن كان يعلم أن الغش ليس هو الذي أوصله إلى هذه الشهادة، فله الاستفادة منها، والعمل بها.
وأرجو أن تكتفي بهذا الجواب، ولا تعد السؤال مرة أخرى، وأسأل الله تعالى أن يصرف عنك الوسوسة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.